أدِمَاكَ هَذي أم حروفُ الذكرِ = سالَتْ مطرّزةً بحمرة فجرِ يا ذلكَ الألقُ العتيقُ بكربلا = يسقي الحياةَ بسلسلٍ مِنْ سحرِ عبَّأتُ كاساتي بوصلِكَ إنّني = أهوى وصالَكَ أفتديهِ عمري وزحفتُ نحوَكَ محرماً بمشاعري =وبدأتُ تلبيتي إليكَ بشعري تركَ الهُيامُ بأضلعي آثارَهُ = فأتيتُ أحلمُ بالليالي العشرِ أمشي إليكَ كراهبٍ متصوّفٍ = وأراكَ تنعشُني كليلةِ قدرِ أحسينُ لو علمَ الطريقُ بقصّتي = لتجلببَتْ ذرّاتُهُ بالدرِّ أنتَ الحياةُ بما بذلْتَ صنعتَها = وتركتَ للباقينَ ظلمةَ قبرِ ما كنتَ يومَ الطفِّ إلا جنّةً = رغمَ الحوافِر حافلاً بالعطرِ أصبحتَ قرآنَ الشعوبِ وشرعةً = للسالكينَ وواهباً للعُذْرِ وحّدتَ أحلامَ الأباةِ بكربلا = ووهبتَ من والاكَ باقةَ صبرِ حتى الأُلى قد حاربُوكَ رحمتهمْ = وبكيتَ ما يلقونَهُ في الحشرِ هيهاتَ تبلغُكَ القوافي مدحةً = ما يعبأُ اللامنتهي بالصفرِ أغرقتَ ذاكَ الجيشَ في حسراتِهِ = وقطعْتَ دابرَهُ بقطعِ النحرِ ويزيدُ رغمَ جموحِهِ وطموحِهِ = قد عادَ عنكَ محمّلاً بالخُسْرِ ضاعَتْ أمانيهِ وعُدْتَ بثورةٍ = كالعطرِ ضاعَتْ في ربوعِ الدهرِ ألغيتَ نصرِ بني الضلالِ ببسمةٍ = عذراءَ ترسمُها شفاهُ الثغرِ ما كانَ رأسُكَ وهو محمولٌ على = رأسِ السنانِ سوى بدايةَ نصرِ للشامِ مرفوعُ الجبينِ ذهبْتَ كي = تروي الحقيقةَ في الحياة البكرِ زلزلْتَ عرشاً طالما خضعَتْ لهُ = أحلامُ من جهلوا طريقَ الطّهرِ قسماً بنحرِكَ ما قُتلتَ بكربلا = أبداً لأنكَ ملهمٌ للنصرِ هذا ضريحُكَ للملاحمِ قبلةٌ = تهفو لهُ صلواتُ أهلِ الثأرِ من قالَ إنكَ قد قُتلتَ فجاهلٌ = أو قالَ إنكَ ميّتٌ لا يدري منكَ الحياةُ تعلّمَتْ فتجددّتْ = ألبستَها بدماكَ ثوبَ العمرِ هذا الفراتُ تجمّدتْ أمواجُهُ = وتحجّرَتْ فكأنّها من صخرِ شخصَتْ إليكَ من الظّمى أجفانُهُ = وأتاكَ منحنياً تقبّلْ عذري لغةُ الشهادةِ أنتَ أنتَ حروفُها = مذْ رُحْتَ تكتبُها بأطهرِ حبرِ سبحانَ من سوّاكَ جرحاً سارحاً = فوقَ الخيالِ محلقّاً كالنسرِ ماذا يخالُكَ من رآك موسّداً = حَرَّ الصعيدِ كواحةٍ في قفرِ هل أنتَ ليثٌ في عرينِكَ هاجعٌ = ترتاحُ من نزفِ الجراحِ الحُمرِ أم أنتَ شمسٌ بالعقيقِ توشّحتْ = وغفَتْ موسّدةً برفرفِ تبرِ تاهتْ بكَ الأفكارُ فارحمْ تيهَها = في بحرِكَ اللجيِّ نحوَ السِرِ خرقَتْ سفينتَها خواطرُك التي = سكرَتْ بها حتى كؤوسُ الخمرِ وبقيتَ سراً ليسَ يُسبرُ غورُهُ = مهما تدرَّعَ طامعٌ بالفكرِ أقسمتُ باسمِكَ رغمَ كلِّ مخالفٍ = (والفجرِ) إنكَ خالدٌ (والعصرِ) فاقبلْ بنظرتِكَ العطوفةِ أحرفي = إنّي بها ضمّنْتُ ما في صدري وامسحْ بكفّيكَ القطيعةِ هامتي = حتى أعودَ مؤيّداً بالنصرِ

Testing
عرض القصيدة