سأقولُ في حبِّ الحُسينِ
قَصيدةً تـسـتَـلزِمُ الإنــصـاتَ
بـالـوِجـدانِ
ولَإنْ نَـظرتَ إلـى الـفوارقِ
بـينما ســطَّـرتُـهُ وقــصـائِـدُ
الإخــــوانِ
لـوجـدْتَ أنَّ الـمُـفرداتِ
بـسيطةٌ تُـغـنـي عــن الـتـفكيرِ
والإمـعـانِ
أنَّ الــكـلامَ هــنـا بـلـيـغٌ
مــوجـزٌ يــسّــرتُـهُ لـلـحـفـظِ
والإلــقــانِ
عــذراً أيـا وطـني الـحبيبُ
لأنَّـنِي فـي غـربةِ الأوطانِ عشتُ
زماني
مـعَ أنَّـنِي مـا زلـتُ بـينَ
شواطئٍ أحــيـا وبــيـنَ الأهــلِ
والـجـيرانِ
مــع أنـني مـا زلـتُ ألـقى
نـفْحةً صـبـحـيـةً أجــلـو بــهـا
أحــزانـي
مـع أنـني مـا زلـتُ أذكـرُ
فـضلَكَ يـــا بــاسِـطَ الـكـفَّينِ
بـالـعرفانِ
قـــلْ لـلـذيـنَ تـغـرَّبـوا
بـهَـواهِـمُ ثــم اسـتـدرُّوا الـشـوقَ
لـلأوطانِ
كَــذَبَ الـذيـن تـشـوَّقوا
لـبلادِهم كـذبوا فـما اشـتاقوا إلى
الأوطانِ
كـيـفَ الـتـشوّقُ والـحـياةُ
رغـيدةٌ عـندَ الـفراقِ .. جـميلة ُ
الألـوانِ؟
كـيف الـتشوّقُ والأنـاسةُ لم
تَغِبْ والـسَّعدُ بانَ على رؤى
البَطرانِ؟
أم كـيفَ يـزعمُ مَـنْ يـعيشُ
بلذةٍ أنَّ الـحـيـاة َ كـثـيـرة ُ
الأحــزان؟
دعْ عـنكَ مـا يـشكونَهُ مـن
غـربةٍ ومــرارةٍ صَـعُـبَتْ عـلى
الـنِّسيانِ
لا تـفـخـرنَّ عــلـى الـبـلادِ
بـأنَّـكَ دمــعُ الـعـيونِ ولـلـقلوبِ
مُـداني
لا يـخـدعـنَّكِ يـــا بــلادي
قـولُـهم فـكـلامُـهُم زُمَـــرٌ مِـــنَ
الـبُـهتانِ
آنَ الأوانُ لــكـي تـبـيـنَ
حـقـيـقةٌ كـانتْ بـطولِ الـدهرِ في
الكِتمانِ
عــذراً أيــا وطـني فـعقلي
هـائمٌ مـتـشـوقٌ حـقـاً إلــى
الأحـضـانِ
أحضانُ حبٍّ في الفؤاد ولم
يُحِطْ بـحـنـانِها وعـــيٌ مـــن
الإنـسـانِ
فـيكادُ يـقتلُني الـحنينُ إلـى
هناكْ وطـنُ الـحسينِ ومَـسجدُ
الـقرآنِ
سَـجَدَ الـكتابُ لـهُ وطـافَ
بأرضِهِ وَسَـعَـتْ إلـيـهِ ســورةُ
الـرحـمنِ
وطنُ الحسينِ وهل هنالكَ موطنٌ يــرقـى إلــيـهِ بـعـزةٍ وبـشـانِ
؟
قـد سـطَّروا يـومَ الـفداءِ
مـلاحماً لـلـجيلِ تـبـقى مَـنهلَ
الـعُطشانِ
فـكـأنَّما بــدمِ الـحسينِ
تَـقَطَّعَتْ أسـيـافُـهُـم وبــواتِــرُ
الـفُـرسـانِ
وكـأنّما الرأسُ الذي فوقَ
الرِّماح حَــمَـلَ الـرِّمـاحَ بـقـوةِ
الإذعــانِ
وكـأنّما الـخِيَمُ الـتي قـد
أُحـرقَتْ صَـلَـتِ اللهيــبَ بـثـورةِ
الـبُـركانِ
وكـأنّما الـعينُ الـتي قـد
أُطـفِئَتْ فَــرَتِ الـسّـهامَ بـنـورِها
الـفـتَّانِ
وكـأنّـما الـكفُّ الـتي قـد
قُـطِّعَتْ سَـقَتِ الـحياةَ بـرشفةِ
الإحـسانِ
وطـنُ الـحسينِ هوَ الخلودُ
الخالدُ وتـحـطَّـمَتْ فــيـهِ يــدُ
الـطـغيانِ
لـو كـانَ يـمكنُني ركـوبُ
سـفينةٍ تـسـعى إلـيـهِ ولـوْ عـلى
الـنيرانِ
تـسـري لــهُ فــي لـيلِها
ونـهارِها سـيـراً حـثيثاً فـي مـدى
الأزمـانِ
لـركـبتُها والـدمعُ يـسقي
وجـنتي لـركـبـتُها رُغــمـاً عــلـى
الـربَّـانِ
عــــذراً لأنَّ الإغــتــرابَ
مـثـوبـةٌ عــنـدَ الـحـسينِ وغـايـة
ُالإيـمـانِ
واعـلـمْ أيــا وطـنـي فــإنَّ
تـرابَهُ أغـلـى الـترابِ ومُـلتقى
الـوفدانِ
وفـــدُ الـمـلائِـكِ نـــازلٌ
بـجـلالِـه يُـحـصي فـضـائلَ وفـدِنا
الـولهانِ
نــزلَـتْ مــلائـكُ ربِّــنـا
تـتـشرّفُ بــغـبـارِ زائــــرِ ســيّـدِ
الأكـــوانِ
فـالـعذرُ كــلُّ الـعذرِ مـنكَ
أريـدهُ وطـنـي .. تـفـهَّمْ حـالةَ
الـوجدانِ
عـذراً أيا وطني الحبيبُ
فموطني وطـنُ الـحسينِ ومـنتهى
الأوطانِ
وطـنُ الـحسينِ ومـنتهى الأوطانِ |