الجرحُ جرحُكَ والآلامُ آلامي=أذابَ يومُكَ فيها كلَّ أيامي رُغمَ السنينِ التي ما بينَنا احتشدَتْ=قد أتبعَ السهمُ قلبي قلبَكَ الدامي فإنْ وقعتَ صريعًا في دماكَ فقد=غرقتُ بعدَكَ في طوفانِها الطّامي مازلتُ أبحثُ عن مجدافِ زورقِكَ=المحفوفَ نصرًا فلا يمتدُّ إلهامي فقلتُ للموجِ خذنِي أيَّما يبس ٍ=تريدُ أجهضَ هذا المَدُّ إقدامي !! أينَ المفرُّ وأطيافُ المصابِ على=جفني يقلِّبُهُنَّ المجرمُ الشامي ؟ لم ينسَ أشياخَهُ والحقُّ يطحنُهُمْ =طحنًا بسيف ٍ لظهرِ الشركِ قَصّامِ فهبَّ يطلبُ ثأرُا عندَ جدِّكَ ما=كانَ الأُلَى أسَّسُوا عنْهُ بنوّامِ توهّموا أنْ يعيدُوا جاهلِيَّتَهُمْ=ويُركِسوا الناسِ في ظلم ٍ وآثام فكنتَ أنتَ الفدا للخلقِ تضحيةً=قِدمًا تقلَّدْتَها مِنْ غيرِ إحجامِ مذْ كنتَ نورًا بساقِ العرشِ قلتَ : أنا=أفدي الذبيحَ بآمالي وأحلامي وبالضياغمِ من فرسانِ ملحمةِ =الإيمانِ يكلؤُهُمْ عطفي وإعظامي وبالحرائرِ من أبناءِ فاطمة ٍ=أسعى بهنَّ لهولِ الخطبِ قدّامي وبالرضيعِ تناغيهِ السّهامُ على=صدري وتُسْلي الدّما خفاقَهُ الظامي وبالخيامِ ونارُ الحقدِ واريةٌ=فيها وفيها نساويني وأيتامي وبالحبالِ تُقادُ الثاكلاتُ بها=إلى يزيدَ فلا راع ٍ ولا حام ِ وبالمدامعِ من أكبادِ شيعتِنا=وجْداً علينا كصَوْبِ العارضِ الهامي هوِّنْ عليكَ أبا السجادِ لو تلفَتْ=نفوسُنا فيكَ من حزنٍ وآلامِ لم نُوْفِ خنصرَكَ المبتورَ واجبَهُ=والسيفُ يبريهِ في حقد ٍ وإجرامِ لم نبكِ إلا على أقدارِنا شحطتْ=بنا إلى الآنَ عن خيل ٍ وأعلامِ حيثُ الصعودُ إلى عدنِ الخلودِ على=سنانِ عسّالة ٍ أو حدِّ صَمْصَامِ أواهُ يا كربلا.. واليأسُ ينخرُ في=رجاءِ جيلٍ على ذكراكِ حوّامِ ألا تمدِّينَ للفجرِ الحبيسِ يدًا=لم يُثْنِها الليلُ عن عزم ٍ وإقدامِ فتنزعينَ عن الأيّامِ حيرتَها=أو تبدليهِنَّ أيامًا بأيامِ وتزرعينَ دروبَ الصابرينَ مُنًى=تغفو على صدرِها المخضلِّ أسقامي لم يبقَ يا كربلا في مزهري وتر ٌ=أديرُ منهُ على العشّاقِ أنغامي هم صادروا الكَرْمَ واغتالُوا منابعَهُ=وصادروا كلَّ أوراقي وأقلامي فصرتُ يا كربلا صفرَ اليدينِ سوى=من حشرجات ٍعلى أشداقِ تمتامِ تصكُّ وجهَ (أبي سفيانَ) ناقمةً=ما حاولَتْ يدُهُ الجذّاءُ إلجامي