روحي على ذكراكَ ذابَتْ بالأسى = تحكي غراماً صاغَهُ معناكا آهٍ هياميَ يا حسينُ وما أنا = إلا فتاتٌ ذائبٌ بهواكا يا أنتَ يا كلَّ الوجودِ بهمسةٍ = سجدَتْ بحورُ الحبِّ في نجواكا ذكراكَ جرحُ الغيمِ في قطراتِهِ = حتى السماءُ تئنُّ مِنْ ذكراكا والصبحُ قد ذابَْت ملامُحُه على = خدِّ الترابِ فليلُهُ يغشاكا فيهِ يطوفُ الوجدُ حولَ خيالِهِ = ويجولُ سعياً قاصداً لضياكا ولقد أتتْكَ على الترابِ ضمائرٌ = حتى ضميرُ الماءِ فوقَ ثراكا تنعاكَ يا عرشَ المهيمنِ بالأسى = وتقولُ إنَّ الكونَ في مثواكا أحكيكَ وحياً بالغرامِ تجسّدَْت = كلماته صلت على معناكا هذي هي الطف التي ذراتها = شَهِدَتْ بأنَّ السيفَ من قتلاكا فلأنتَ قرآنُ الطفوفِ على الثرى = آياتُهُ ذُبَِحتْ بعرشِ سَماكا فتكلَّمَ القبُر الذي جنَباتُهُ = جرحى من الأنّاتِ كيفَ حَكاكا فيقولُ إنَّ الأرضَ أضحَتْ لوحةً = رسمَتْكَ عزّاً للورلا بإباكا والرمحُ فوقَ ترابِها وسُيوفُهُمْ = سكرى ترتّلُ بالبكاءِ مداكا والضلعُ في كفِّ السحابِ كريشةٍ = تتلو بلونِ الحزنِ فجرَ سناكا فرأيتُهُ جسماً يُقطِّعُهُ الظما = ناديتُ: يا اللهُ جلَّ ثناكا (إنّي أنا ظامٍ) يصيحُ بقومِهِمْ = بالطعنِ قد ردّوا لحجبِ دعاكا وسجدتَ في أرضٍ تناجي ربَّها = ورمالُها لبّتْ تقولُ: فِداكا عميَتْ عيونٌ لا تراكَ بروحِها = تعصيكَ في قتلي وفي دنياكا يا راحماً موسى بفيضِ مشيئةٍ = ناديتُ بالمختارِ كيفَ أراكا فالشوقُ فتّتَ مهجتي حتى غدا = كلِّي لِكُلّيَ هائمٌ بعُلاكا خذني إليكَ كما تريدُ فإنني = راضٍ بحكمِكِ خاضعٌ لقضاكا إنّي وجدتُكَ داخلي متمثلاً = في ذاتيَ الولهى ليومِ لِقاكا هذي ضلوعي في هواكَ جعلتُها = أشلاءَ حبٍّ كي أنالَ رضاكا وتقطعَتْ كفي وعيني آملاً = أنْ تقبلَ الأشلاءَ في رجواكا والقلبُ بالسهمِ المثلّثِ قد غدا = متقطعاً بالحبِّ لا لسواكا اللهُ قد نادى حسيناً قائلاً: = قمْ للشهادةِ ومتشقْ عَلياكا لأراكَ تفديني بحبِّكَ منحراً = وتجسِّدَ الحقَّ الذي ناداكا رتّلْ صلاةً بالدماءِ تطهراً = واسجدْ على تربْ يضمُّ ثراكا لبّى حسينٌ والدماءٌ تحفُّهُ = ويقولُ: قرباناً إلى دعواكا فتجسَّدَتْ شمسٌ بلونِ مصيبةٍ = وتقولُ: هذا النورُ فيضُ دِماكا والنجمُ يتلو قصةً تهوي بها = كلماتي الظمأى إلى سُقياكا فلأنتَ قرآنٌ على آياتِهِ = هذا الزمانُ يُعيدُ وجهَ صَداكا

Testing
عرض القصيدة