نِدَاؤكَ جَلْجَلَ في مَسْمَعِي = وَطَيْفُكَ عَشْعَشَ في أَضْلُعِي وَعِشْتُكَ والنورُ ملءُ الفؤادِ = مُتَيَّمُ سكرانُ بَلْ لا أَعِي وَيَومَ جَمَعْتُكَ في المُقْلَتَيْن = تَنَامَى لَكَ الشَوقُ في وَلَعِ فَرِحْتُ أَحِثُ إِلَيْكَ الخُطَى = وَأَعْصِرُ قَلْبِيْ عَلَى وَجَعِ وَاَسْكِبُ عَيْنَي وَباقي الحواسِ = وَأُبْحِرُ في مَوْجَةِ الأَدْمُعِ أذوبُ وَأَسْرَحُ حدَّ الهُيامِ = أُسافِرُ نَحْوَكَ كالهُطَّعِ فَيَحلو على القَلْبِ بِدْءُ المسيرِ = إلى مَرْتَعِ العاشقِ المُولَعِ أُمَزِّقُ كُلَّ فُصولَ الزَمَانِ = مُرُوراً عَلَى محنةِ الأَضْلُعِ وَمِنْ رَحِمِ العُشْقِ بِدْءُ الحياةِ = مُخاضُ فُؤادِي إلى الأَرْوَعِ أُهاجِرُ عَنْ عَالَمِ المُمْكِنَاتِ = هُيَاماً إلى العالَمِ الأَرْفَعِ خَيَالاً على صَفَحاتِ الزَمانِ = لأقرأَ مِنْ سِرِّكَ المُودَعِ فَأَسْبَحُ في عَالَمِ اللاوجُودْ = إلى النُورِ والحُبِ لِلمَنْبَعِ إلى حَيْثُ أنوارُكُم صوّرتْ = فكانَتْ رَشَاحاً إلى المَطْلَعِ أَغوصُ هناكَ بِبَحْرِ الهَوَى = وَأَسْبَحُ نَحْوَكَ بالأَرْبَعِ أَراكَ تُضْمِّدُ جُرْحَ الزَمانِ = تُدِيرُ الحياةَ بِلا أذْرُعِ تَلوذُ الشموسُ أَراها هُناكَ = بِنُورِكَ بُورِكَ مِنْ مَرْجَعِ وَيَفْزَعُ مِنْكَ إِلَيْكَ الوجُودُ = كَما يَفْزَعُ الطائِرُ مِنْ مُفْزِعِ وَيَشتاقُ للصَدْرِ أيَّ اشتياقٍ = كَما الطِفْلِ يَشْتَاقُ لِلمُرْضِعِ وَكَلٌّ يَسيرُ حَثِيثاً إِلَيْكَ = بِخَطْوةِ مُسْتَيِقِنٍ لا يَعِي رَأَيْتُكَ نَوراً تَشَرَّبَ في = فُؤادِي وَعَيْنيْ وفي مَسْمَعِي لِيَجْذِبَ رُوحيَ حَدَّ الجنُونِ = وَيَجْذِبَ كُلَّ كَيانِي مَعِي أطيرُ , أُهَرْولُ , حَيْثُ الحنينُ = يَشِدُّ فُؤادِي إلى المُبْدِعِ فَأَخْطُو وَتَخْطُو بِشَوْقِي الجراحُ = تُسَايِرُنِي لِلهَوَى المُمْتِعِ فَيُطْوَى كِتَابُ الزمانِ الذي = أَعِيشُ إلى سَاحَةِ المَصْرَعِ هُنَاكَ فَتَحْتُ عُيُونِي عَلَى = صَوَامِعَ في حَرَمٍ أَمْنَعِ رَأَيْتُكَ تَقْدِمُ رَكْبَ الخُلودِ = بُرُوجاً مِنَ الأَنْجُمِ الصُرَّعِ وَتَزْرَعُ مجداً بِعُمْقِ الجِرَاحِ = وَلَولاكَ ذا المجدُ لَمْ يُزْرَعِ هُنَاكَ رَأَيْتُكَ تُحْيِي الرُفاتَ = وَأَنْتَ عَلَى التُرْبِ لَمْ تُرْفَعِ رَأَيْتُكَ شَمْسَاً بِرَأْسِ القَنَا = تُسَامِرُهَا حُمْرةُ البَلْقَعِ عَلَيْهَا جَرَى الدَمُّ حَتَّى كَسَا = أَشِعَّتَهَا بالسَنَا الأَنْصَعِ نَظَرْتُكَ والعَادِياتُ الجِيادُ = ذُهُولاً لِنُورِكَ كَمْ تُسْرِعِ تُهَشِّمُ صَدْرَكَ وَرْدَ الحُقُولِ = تُثِيرُ نَسِيْمَ شَذىً أَضْوَعِ أَرَاْكَ وَقَدْ قَبَّلَتْكَ الرِمَاحُ = عَلَيْكَ انْحَنَتْ شَفْرَةُ المَبْضَعِ تُرِيدُ عِنَاقاً ... تُرِيدُ الوِصَالَ = فَلَمْ تَرَ للَّثْمِ مِنْ مَوْضِعِ رَاَيْتُكَ حِينَ افْتَرَشْتَ الجِهَاتِ = تَؤُمُّ الكُهُولَ مَعَ الرُضَّعِ فَتَضْطَرِبُ الأَرْضُ أَيُّ اضطِرَابٍ = لِتكبِيرةِ الحَادِثِ المُفْجِعِ وَتُجْرِي عَلَيْكَ السماءُ الصلاةَ = قَوَافِلُ مِنْ خُشَّعٍ سُجَّعِ وَمَا أَغْمَضَتْ عَيْنَهَا للرَحِيلِ = وَأَنْتَ مُوَزَّعُ لَمْ تُجْمَعِ رَأيتُكَ رُوحاً تُثِيرُ الشُعورَ = عَلَى وَاقِعِ الظُلْمِ والخُنَّعِ تَخُطُ إلى العالمينَ الحياةَ = عَلَى صَفْحَةِ الطَفِّ بالإِصْبَعِ وَتَرْمِي المُثَلَّثَ قَلْبَ الجمُودِ = لِيَنْهَضَ مِنْ غَفْلَةِ المَخْدَعِ أَرَاْكَ وَأَنْتَ تَشِّقُ الطَرِيقَ = عُبُوراً إلى العَالَمِ الأَوْسَعِ تُعَانِقُ شَفْرَاتَهَا مُقبلاً = تَحُثُ خُطَاكَ وَلَمْ تَرْجَعِ تُعَلِّمُهَا مِنْ فُنُونِ الإبا = وَغيرُكَ فَنَّ الإبا لَمْ يَعِ وَتَخْتَصِرُ العُمْرَ في كربلا = مٌرُوراً عَلَى الأَلَمِ المُتْرَعِ وَتَبْقَى تُلامِسُ كُلَّ الوُجُودِ = بِعُمْقِ سَنَا جِرحِكَ المُشْرَعِ لِتَرْفَعَهُ مِنْ مَهَاوِي الظَلامِ = وَمِنْ قَعْرِ زَيْفٍ وَمُسْتَنْقَعِ يَجُوبُ سَمَاءَكَ كالهائِمينَ = وَيَسْكِنُ أُفْقَكَ كاللمَّعِ أَيَا كَاتِباً صَفَحاتِ الزَمانِ = رَسُولَ الخُلُودِ إلى الطِيَّعِ ويا مِحْورَ الكَوْنِ وَحيَ السَما = بِسَجَّادَةِ الحُبِّ للرُكَّعِ ويا صَرْخَةَ الحَقِّ في الثَائِرينَ = ويا دَمْعَةَ العَينِ للخُشَّعِ رَفَعْنَاكَ فَوْقَ جَبِينِ السَما = مَعانٍ , ولولاكَ لَمْ تُرْفَعِ حَمَلْنَاكَ حُباً يُدَاوي القُلُوبَ = وَيُسْكِنُ نَزْفَ الهَوَى المُدْقَعِ وَعِشْنَاكَ في نَشْوَةِ العَاشِقِينَ = تَرَاتيلَ تَأْخِذُ بالمَسْمَعِ أَماناً سَتَبْقَى بِمَرِ الدُهُورِ = لِكُلِّ تَخَبُطِنَا المُطْقَعِ وَمَفْزَعُنَا في رُؤَى النائِباتِ = وفي هزَّةِ الأَلَمِ المُوْجِعِ وَقِبْلَتَنا في صَلاةِ الحَنينِ = ( فبُورِكَ قَبرُكَ مِنْ مَفْزَعِ ) فَيَا مَنْ تَقحَمَ صَدْرِي بِمَا = رَأَيْتُهُ في عَالَمِ الَّلاوَعِي كَتَبْتُكَ في عَيْني عَيْنِيةً = تَقَبَّلْها يا بْنَ الفَتَى الأنْزَعِ وَخُذْنِي أَعِيشُكَ في السَاكِنينَ = سُوَيْدَاءَ قَلْبَ الهَوَى اليَافِعِ لأَبْذُرَ حُبَّكَ في كُلَّ جِيلٍ = حَنَاناً وَعَطْفاً عَلَى الرُضَّعِ لِتُزْهَرَ مِنْهُ مَعانِي الحَياةِ = وَتَخْضَّرَّ بالواقِعِ المُوْجِعِ وَخُذْنِي عَلَى رَاحَتَيْكَ أَذُوبُ = لأُولَدَ مِنْ عُمْقِكَ الأَوْسَعِ