لِمَنِ الوجوهُ النيِّراتُ معفَّرَة = أهيَ الشموسُ الطالعاتُ على الثرى؟ أم ذي البدورُ تنافسَتْ بضيائِها = فتناثرَتْ بالطفِّ دُرًّا أنورا ؟ أفَلَتْ فغابَ الليلُ منهُ نجومُهُ = وتترَّبَتْ طيبًا ومسكًا أذفرا فبدا محيّا الكونَ ينعى فقدَها = متعجّبَا ، متوجّلاً ، متفكرا مَنْ للحسينِ أبي الكرامةِ والإبا = في كربلاءِ الحزنِ ظلَّ محيّرا مَنْ للحسينِ فَدَتْهُ أفئدةُ الورى = ملقًى صريعًا فوقَ بوغاءِ الثرى هلّا حضرْتَ الطفَّ شهرَ محرّمٍ ؟ = لرأيتَ فيها الوضعَ صارَ مغايرا فيزيدُ يعلو صدرَ سبطِ المصطفى = عجبًا مِنَ السعدانِ يرقى المنبرا !! فهلِ الليالي غيَّرَتْ أحداثَها ؟ = ساءَتْ وساءَ زمانُها المتغيِّرا كم جرّعَتْ سبطَ النبيِّ مصائبًا = وطوى ثلاثًا داميًا فوقَ العرا وأخوهُ مقطوعَ الزنودِ مجاهدًا = يفدي أخاهُ مقاتلاُ ومكبِّرا عباسُ ساقي القومِ سارَ إلى الرّدى = صلبًا جلودًا عابسًا ومزمجرا قمرٌ أماطَ عن الحروبِ قتامَها = ولَجَ الوغى بطلاً كآسادِ الشرى أسدٌ لدى الهيجاءِ يدرأُ خصمَهُ = يرِدُ الحروبَ صماصمًا وبواترا تركَ العدى فرقًا لصولةِ سيفِهِ = فهو الهزبرُ الليثُ وارثُ حيدرا للهِ ما أبهى الخيامَ بكربلا = لفَّتْ بأنوارِ الإلهِ تصبّرا فإذا العقيلةُ زينبٌ بخبائِها = مُزِجَ العفافُ مع الوقارِ تطهُّرا إنْ ساءلتْ تلكَ الطفوفُ من الفتى ؟ = فأجبْ فديتُكَ ذاكَ شبلُكِ شُبّرا ورثَ الشجاعةَ كابرًا عن كابرٍ = تركَ الرجالَ مصارعًا وكواسرا هي ليلةٌ تنعى بها خيرَ الشبابِ = من البنينَ ، كذا الرجالُ تحسُّرا أعني بذاكَ شبابَ أركانِ الهدى = أعني بهم عونًا وذاكَ الأكبرا إنّي فديتُ من الطفوفِ مَقاتلاً = أفدي الرؤوسَ ، كذاكَ أفدي المنحرا تبكيكُمُ تلكَ اللواعجُ دهرَها = فيسيلُ دمعُ العينِ منّي تحدُّرا يا زائرًا عرِّجْ على جدَثِ طوى = جسدًا بأرضِ الطفِّ ظلَّ معفّرا فإذا نزلْتَ بكربلا فاندبْ بها = شيخَ العشيرةِ خيرَ مَنْ وطِأَ الثرى واندبْ عليًا والرضيعَ وقاسمًا = واندبْ محمدَ والبتولَ وحيدرا

Testing
عرض القصيدة