بينَ تلكَ الزوايا..
خلفَ ذلكَ الرخامِ..
وأسفلَ ذلكَ الغبارِ..
لمحتُ تلكَ الحروفَ..
منتثرةً هنا وهناكَ..
متبعثرةً بشكٍّ أغراني أنْ أجمعَها..
حاولتُ.. مرةً.. مرتينِ.. ثلاثًا.. أن أصوغَها..
عجزَ ذهني عنِ التفكيرِ..
ولكنْ.. بادرَني هاجسٌ بقولِ: "يا حسينُ"
التفتُّ هنا وهناكَ..
مَنِ الذي مدَّ العونَ لينتشِلَني مِنْ ضياعِ ذهني؟
رتَّبْتُ تلكَ الأحرفَ..
وضعتُها في الوسطِ..
حدَّقْتُ بها جيّدًا..
وراحَ فكري يسافرُ لذلكَ اليومِ..
دقيقةً منْ فضلِكَ..
دَعْ دمعَكَ على خدِّكَ يَهْمِلْ..
فبنو أميّةَ فعلوا فعلةً لا تُغْفَرُ..
قتلوا ابنَ بنتِ المصطفى وقلوبُهُمْ تحجُّرٌ..
أنسيتَ العباسَ.. الأكبرَ.. القاسمَ وابنَ مظاهرٍ؟
جميعُهُمْ كانوا ناصرينَ لحفيدٍ حبُّهُ يفتِّتُ القلوبَ لا يرحمُ..
رضيعٌ قُتِلَ من وريدِ لوريدٍ بسهمِ حرملةِ بنِ الكهلِ..
وحسينٌ حُزَّ نحرُهُ على يدِ ابنِ ذي الجوشنِ..

صراخٌ هنا.. دمعٌ هناك.. طفلةٌ تيتّمَتْ.. أختٌ سُبِيَتْ..
أختي.. انتظري.. لم أكمِلْ تصوُّرِي.. أنزلي دمعَكِ..

أذلكَ الرأسُ الشريفُ يستحقُّ العناءَ؟
أستحقَّ العقوبةَ أم الإخاءَ؟
أيزيدُ.. أما ترى تلكَ النساءَ؟
عفيفاتٌ.. طاهراتٌ.. مُحْصَنَاتٌ ولا يستحقِقْنَ إلا الوفاءَ!!
أيُجْزَيْنَ بالضحكِ والاستهزاءِ؟
أم بتنكيسِ الرؤوسِ والبكاءِ؟
عجبًا كيفَ لا يفقَهُ القردةُ وينتظرُهُمْ غدًا جزاءٌ..؟
ألا يفقهونَ تلكَ الوجوهَ التي تزدادُ نورًا وضياءً؟
قَتَلَ ذلكَ الرجلُ ابنَ عليٍّ والزهراءِ..

غاليتي.. تذكَّرِي أختَهُ.. زينبَ بنتَ عليٍّ..
إنسانةٌ عظيمةٌ..
قلبُها كأمِّها صبورٌ..
راضيةٌ.. طاهرةٌ.. قنوعةٌ..
قدَّمَتْهُ قربانًا لربِّها وهيَ فخورةٌ..
بأخٍ تخشاهُ قلوبُ الظلمةِ..
وتشتاقُ لهُ قلوبُ الأحبةِ..

آخذكُمْ لتلكَ البقعةِ الطاهرةِ؟
لمدينةِ جدّي رسولِ اللهِ صلى عليهِ الآلُ والملائكةُ!!
أأحدثُكُمْ عن مكسورةِ الضلعِ الكسيرةِ؟
أأحدثُكُمْ عن بنتِ خاتمِ الأنبياءِ المظلومةِ؟
أم عن جنينِها الذي أُسْقِطَ ومنهُ أصبحتْ محرومةً؟
عن محسنِ الذي لم تبدأْ حياتُهُ حتى انتَهَتْ بسببِ يدٍ ظلومةٍ؟

Testing
عرض القصيدة