ذكراكَ : يَمتدُّ الظلامُ فتُشرقُ = وتَهبُّ مجدبةُ الزمانِ فتُورقُ وتَموتُ فِي زَهوِ الخُلودِ جَداولٌ = فِي حِينِ جَدولُ زهوِها يترقرقُ ويَجِفُّ في صخبِ الجراحِ مُهمَّشاً = جرحٌ ، وفائضُ نزفِها يتدفقُ فإذا بِحَارُ التيهِ أغرقتِ الدُّنا = شكاً فَروضُ يقينِها لا يَغرقُ وإذا النشاوى من كؤوسِكَ هَدَّها الإ = عياءُ ، واتسع الخيالُ الضيقُ وتلاعبَتْ فيها الحُميّا فاستوى = لَهوُ الحديثِ أمامَها والمنطقُ ألفيتَ في حاناتِ مَجدِكَ صُرَّعاً = ثُقلَ الرؤوسِ بخمرِ حبكَ قد سُقوا فتفجرتْ ذِكراكَ بينَ رؤوسِهِمْ = أرجاً بأنفاسِ الشهادةِ يَعبقُ هدرَتْ بوجهِ الخانعينَ فهالَها = أنَّ الإباءَ بنهجِها مُتعلقُ وبأنَّ آلافَ الضحايا لم تكنْ = إلا وقودَ مَسيرِها يتحرّقُ وبأنَّ سيفَ شُموخِها قد صارَ من = غمدِ النبوةِ والإمامةِ يُمشقُ وغيومَها البيضاءَ إذْ هَطلتْ فأرعدَ = حاقدوها بالضلالِ وأبرَقوا ومضوا يقودُهمُ العَمى فكأنما = إبليسُ يرقصُ بينهمُ ويُصفّقُ أغراهمُ طَمسَ الحقيقةِ فانثنَوا = يَعْدونَ خلفَ ضَلالهِ إذْ يسبقُ كالُوا شتائمَهم فما اهتزَّتْ لَهم = أذنُ الحقيقة أو تلعثمَ مَنطِقُ ظنوا بأنَّ الدهرَ في كَبواتِهِ = يبتزُّ أمجادَ العظامِ ويسرقُ أوَ ما دروا أن الشموسَ تُسرُّ مِنْ = غِرٍّ يُحصّبُ نورَهنَّ ويَرشقُ ستظلُ رغمَ الحاقدينَ مبجّلاً = وبغيظهِ الباغي يَموتُ ويَنفَقُ رفقاً أبا الشهداء إنَّ جراحةً = أعيى الخليقةَ رزؤُها المُتحرقُ صبغت ثِيابَ الصبرِ حمرُ دمائِها = فغدَتْ بنازفِ جُرحِها تَتمزّقُ ورَقَتْ صعابَ قلوبِنا فتأهَّبتْ = أحزانُنَا قِممَ الأسى تَتسلّقُ نَبكيكَ لا جزعاً عليكَ وإنما = الإيمانُ يدفعُنا لِما هو أعمقُ نرنو لحادثِكَ الأليمِ فتزدَهي = صورٌ تكادُ من الجلالةِ تنطقُ وتَهبُّ مُسرعةً إلى أذهانِنا = فكرٌ تشعُّ من السموِّ وتأنَق فكأنَّ أستارَ الغيوبِ تمزَّقَتْ = قطعاً ، وفُتِّحَ للعيونِ المُغلَق فإذا بيومِكَ عَبرةً تتدفقُ = وإذا بيومِكَ عِبرةً تتألقُ فإذا ببحرِكَ إذ يَمدُّ ذراعَهُ = للتائهينَ يحارُ فيه الزورقُ لم يدرِ أيَّ مدًى ، فَسِتُّ جهاتِهِ = ضوءٌ بمصباحِ الهُدى تتفتّقُ يا حاضنَ المصباحِ رَهنُ ذُبالِهِ = خلقٌ تُحدّقُ في سناهُ وتُحدقُ فتقبَّلِ السبعَ العِجافَ فيُوسفُ = الصِّديقُ لم يبرحْ أمامَكَ يُغدقُ ها نحنُ إخوتُه نُنكِّسُ رأسَنَا = بِغيابةِ الجُبِّ السحيقِ فنغرقُ لم يأكلِ الذئبُ البريءُ إباءَنا = فقميصُنا منْ ذلِّنا مُتمزِّق

Testing
عرض القصيدة