أمَضَيْتَ عطشاناً ووجهُكَ أنهُرُ ؟ = وأكفُّكَ البيضاءُ بحراً تهدرُ أصَبَرْتَ مذبوحاً بسودِ وجوهِهِمْ ؟ = وجراحُكَ الظمأَى حياةً تُمْطِرُ يا أنتَ كلُّ المجدِ منكَ قطافُهُ = إذ أنتَ زَرَّاعٌ وأنتَ المثمرُ يا أنتَ في جدبِ المكارِمِ ماؤها = من فيضِ قربتِكَ الذبيحةِ تُزهرُ طلّقْتَ وجهَ الماءِ حينَ ملكتَهُ = ورَمَيْتَ لذَّتَهُ وطبعُكَ تؤثرُ تلتذُّ بالعطشِ العنيدِ تلوكُه ُ = فنما قشيباً في شفاهِكَ سُكّرُ ما زلتَ في ذاتَ المسافةِ حادياً = ضعنَ اليتامى واليتامى تكثرُ هذي الثكالى والسياطُ تلُفُّها = والنار ُ تضرمُ حيثُ كنتَ تعسكرُ يا عينَ أختِكَ يا عصابةَ رأسِها = يا حلمَها منذُ الطفولة ِ يُذخرُ ما كانَ بينَكُمَا وظلَّ مخلَّداً ؟ = هل كانَ ..؟ لا أدري ومثليَ يُعذرُ نظرَتْ إليكَ رأتْكَ وسْعَ سنينِها = ستراً بحجمِ الجرحِ أنّى يَكْبُرُ تمتدُّ منها للفراتِ عيونُها = رأتْ المنايا في جراحِكَ تعثرُ أأُخيُ نادَتْ مِنْ وراءِ حيائِها = والدهرُ يصغي والدموعُ تُفَسّرُ يا ذِبْحَ إبراهيمَ عينُ حقيقةٍ = هذي دماؤكَ لا رؤىً تتغيّرُ يا سيِّدَ الأنهارِ بعدَكَ ما ارتَوَتْ = فالماءُ منذُ تركتَهُ يَتَحَسَّرُ عباسُ هذا الطفُّ هذا يومُهُ = فعراقُنا ظمآنُ صبراً يجزرُ أشلاؤنا سَدَّتْ منافِذَ حُلمِنَا = فتشوَّهَتْ صُوَرٌ وضاعَ الجوهرُ ها نحنُ أغرابٌ على طرقاتِنا = ووجوهُنَا نهبُ الذين تَشَمَّروا ضاقَتْ سماءُ الموتِ فوقَ رؤوسِنا = والأرضُ تأكلُنا ولا تتذَمَّرُ تِهْنَا وعِجْلُ الوهمِ لاكَ قلوبَنَا = ضِعْنَا ولا موسى إلينا ينظرُ هذي سجاحٌ صُدِّقَتْ آياتُها = أبناؤها صلّوا لها واستغفروا حجُّوا إلى بيتِ الظلامِ يقودُهُمْ = حَجَّاجُهُمْ بالمنجنيقِ يُكَبِّرُ عباسُ في قلبِ العراقِ غزاتُكم = ويزيدُ ما بينَ الأراملِ يسكرُ يا سيّدي إنّا سبايا ثُلّةٍ = لو أدركوا حرقَ الخيامِ لزمَّرُوا عباسُ يا عينَ الصباحِ لحلمِنا = لَملِمْ عراقاً بالأسى يتبعثرُ