ملكْتَ الفضلَ فاسرحْ في رُبَاهُ = ومنهُ أخاهُ كُنْ أو كُنْ أباهُ إيا فرعًا لحيدرةٍ تجلّى = بأحلى صورة يحكي إباهُ ويا فرجَ الحسينِ بكلِّ كربٍ = ومدركَهُ إذا غمُّ عَرَاهُ ويا صدرًا ربَى في الآلِ حبًّا = فجاشَ مسطِّرًا ما قدْ رَبَاهُ ويا ساقي الظّما وظماكَ يلظَى = ويفري في حشاشتِكَ التِظَاهُ لأنّكَ إذْ أتيتَ الماءَ لمّا = جموعُ الكفرِ تمنعُ مَنْ أتَاهُ وصلتَ كقَسْوَرٍ والقومُ حُمْرٌ = يفرُّ شديدُهُمْ يبغي حِماهُ تأمَّرْتَ الشريعةَ وهي تطمو = وكنتَ بها الزَّهيدَ على صَدَاهُ وقلتَ لنفسِكَ العلياءِ هُونِي = فما عبّاسُ من يَنسَى أخاهُ لتشهدْ ربِّ للعباسِ لمّا = بأرضِ الطفِّ ما روَّى ظماهُ بذا عرَّفْتَ قلباً ليسَ يدري = لَهُ التاريخُ مِثْلاً في وَفاهُ ومِنْ إيثارِكَ استقْدَمْتَ نهجًا = عَصِيًّا فهمُ جوهرِ مُحْتَوَاهُ فكمْ دَرَسَتْهُ ألبابٌ لتسمو = سُموَّكَ أو لتُبْصرَ مُسْتَوَاهُ فتاهُوا دونَ ذلكَ ثُمَّ عادوا = وعادوا بعدَ ذاكَ العودِ تاهوا أبو الفضلِ الشجاعةُ فيهِ أصلٌ = وقدْ ورِثَتْ بطولتُهُ أباهُ يشعُّ جبينُهُ نورًا بهيًّا = وتقطرُ للورَى جودًا يداهُ وعينُ اللهِ عيناهُ اللتانِ = إلى مرضاتِهِ جافَتْ كَرَاهُ وبينَ ضلوعِهِ قلبٌ رحيمٌ = يحِنُّ إلى الرضيعِ إذا رَآهُ وكانَ إلى الحسينِ أخًا مطيعًا = وكانَ لهُ المعينَ على عِدَاهُ وطالِبَ ثأرِهِ مِنْ آلِ حربٍ = ورامي بالمنيَّةِ مَنْ رَمَاهُ