صوتُ الدماءِ أيا حسينُ سيُرفَعُ = فوقَ الرماحِ على الأسنَّةِ يُسمَعُ تلكَ الرؤوسُ مآذنٌ ومساجدٌ = تُغشي الكرامةَ بالجلالِ فتركعُ وأتيتُ أزحفُ علَّ بعضَ أناملي = تسمو لصرحِكَ في السماءِ فتُرفعُ عيناكَ حمراوان تبعثُ حمدَها = فبها الدماءُ كسبحةٍ لكَ تُصنَعُ تهمي فتغتسلُ الجوارحُ غُسْلَهَا = وتحُجُّ نحوَ إلهِها تَتَضرّعُ وأراكَ محراباً بهيئةِ جبهةٍ = هُشِمَتْ لهُ أركانُهُ والأفرعُ فغدا ثراهُ مُؤْلَماً بجراحِهِ = فتفجرَّتْ دماً عليهِ الأنبعُ يا لوحةً حمراءَ في نهرِ الإبا = أقسمتُ أنَّكَ للفراتِ المنبعُ غالوا وريدَكَ والوريدُ حمامةٌ = ستظلُّ أجنُحُها تَرُفُّ وتُضوِعُ وتظلُّ صرخةَ ثائرٍ محمرّةً = في رزئِها عرشُ القلوبِ مفجعُ *** وهجعتُ لحظاً بينَ أطنابِ الأسى = ومدامعي في مقلتيَّ تُرَوَّعُ عَلِّي أُلَملِمُ حسرتي وأبُثُّها = لحناً خضيباً للخلائقِ يُفجعُ فسمعتُ صوتاً ينحني ويهُزُّني = وإليهِ هبَّ مِنَ الرُّقادِ المسمعُ فترجَّلت عيني تحُثُّ مسيرَها = نحوَ الوهادِ وقلبُها متصدِّعُ فرنَتْ لذكرٍ قدْ تناثَرَ آيُهُ = بينَ المحابرِ والرسالةُ تُصرَعُ وعليهِ وَقْعُ سنابكٍ قد فُتِّتَتْ = كلُّ الصدورِ فهاجَ ذاكَ البلقعُ أحسينُ كلُّ جراحِ جسمِكَ كبَّرَتْ = وَهَوَتْ لنحرِكَ في سجودٍ تَخْشَعُ فلئِنْ نَسجْتُكَ في قصيدي سيّدي = هَبَّتْ حروفي في رثائِكَ تفزعُ ولئِنْ تَلاقَتْ في سماكَ قصيدةٌ = فاسمُ الحسينِ ختامُها والمطلعُ