أنا إنْ أَردتُ فَمَطلبي محدودُ = ويَحولُ دونَ مُراديَ التسديدُ أدعو وأنظرُ كيفَ يُنصِفُني القضا = فَيضيقُ رحبُ العُمرِ وهوَ مديدُ وأَرى بأنَّ الحالَ غَصَّ بمائِنا = فَمِزاجُ كُلِّ كُؤوسِنا التنكيدُ والدهرُ مهما قَدَّ من أثوابِنا = كانت يدُ الأقدارِ فيهِ تَسودُ أدعو دعائي ثُمَّ أعرِفُ وِجهَتي = نحوَ الذي في النائِباتِ يجودُ بابُ الحوائِجِ لَيثُ كُلِّ مَخوفَةٍ = عباسُ ذاكَ الفارسُ الصنديدُ أفقٌ رَحيبٌ لا تَضيقُ حُدودُهُ = بل كيفَ للنورِ العظيمِ حُدودُ؟! ذاكَ الذي صَرَعَ الفوارسَ سيفُهُ = وانفتَّ من صولاتِهِ الجلمودُ وكَأنَّهُ عندَ الزلازِلِ حيدرٌ = منهُ بعورتِهِ ابنِ عاصَ يذودُ ساقي العُطاشى وهوَ ظمآنُ الحَشا = ويفيضُ منهُ على الأُوامِ الجودُ لم أنسَ حينَ أتتْهُ يلهبُها الظّما = وتفيضُ منها الروحُ ثمَّ تعودُ قالتْ ودمعُ العينِ جفَّ من الأسى= والقلبُ مما نابَهُمْ مقدودُ "عمي طُيورُ البينِ حَطَّتْ فوقَنا = وتقاسمَْتنا عَركةٌ وجنودُ" "فاغرفْ لنا من نهرِ جودِكَ غرفةً = يا مَنْ على موجِ الشدادِ شديدُ" وكَأنَّها قد أيقَظَتْ كَفَّ القضا = فَغَدا لِراحِلَةِ المَنونِ يقودُ يرنو لهُ المِقدامُ يقتَحِمُ الوغى = لِتَطيرَ منهُ حشاشةٌ وزنودُ غَضَبٌ إلهيٌ تَنَزَّلَ فوقَهم = بل إنَّهُ ليدِ العذابِ وَعيدُ لَم أنسَ مُذْ صَرَعَ الحياةَ بِموتِهِ = والموتُ في ركبِ الحسينِ خلودُ يأبى بِأنْ يروي هجيرَ حشاشةٍ = من قبلِ أنْ يروي الحسينَ بَرُودُ عافَ الفراتَ على الظما وكَأَنَّهُ = نهرٌ على ظَمَأِ الفراتِ يجودُ !! لِيَخُطَّ للتأريخِ أعظَمَ مَنهَجٍ = يبقى صداهُ على الزمانِ يعودُ صلى عليهِ اللهُ ما جفنٌ غَفا = في طاعةٍ للهِ وهْوَ سعيدُ

Testing
عرض القصيدة