لثمتُ ترابَكَ من حائرِ = وكحَّلتُ في وَلَهٍ ناظري ففي عمقِ عيني خيالٌ يطوفُ = وبوحُ الأسى يعتري خاطري تدورُ الليالي وقلبي يدورُ = على أربُعِ المقصلِ الماكِرِ ليرسمَ في مقلتي مصرعاً = تفرَّعَ والأصلُ في عاشرِ لمَزْقِ النحورِ وطَعْنِ الصدورِ = وجسمٍ تهشّمَ بالحافِرِ هنا مُتْرَبٌ صافحَتْهُ الصِّفاحُ = فهُبّي أيا غيرةَ القاهرِ أعَشْرَ الخلودِ أيا نفحةً = شذَتْ من نجيعِ الدمِ الهادرِ فراحَتْ نسائمُها واغتدَتْ = لماضي المحبينَ والحاضرِ تؤمُّ القرائحَ من عِمةٍ = صفَتْ بلسمَ القلبِ والخاطِرِ فإنْ هبَّ داءُ الحياةِ انتضَتْ = إلى الكسرِ كالمقبضِ الجابرِ وإمّا تفوَّرَ صبحُ العناءِ = على مهجةِ العاشقِ الساعرِ ورفَّ الجناحُ الشؤومُ على = مرائيهِ من دهرِهِ الكاسرِ هي الطفُّ مِشكاةُ كلِّ الدروبِ = وأمَّا الزجاجةُ في العافرِ ودُرِّيُّها ثارَ من نبتةٍ = مشرَّفةِ الأصلِ من قادِرِ ألا إنَّ ربَّ السّما عالمٌ = على أمرِهِ ليس بالقاصِرِ هنا سامقاتُ الرؤوسِ اعتَلَتْ = فطوبى وطوبى إلى الناصرِ وكم من حبيبٍ وكم من زهيرٍ = غدا مقصدَ السِّنِّ والباتِرِ وساماً تبلَّجَ عن عاشِرٍ = فأعظِمْ بأطروحةِ العاشرِ هي الدارُ والخُلدُ في كُنْهِهَا = وفيها حسينٌ كما الخادِرِ إذا ما أميَّةُ سلَّتْ مُدًى = سيهوي مُداها كما الصاغرِ وإمَّا قِسِيٌّ تلوَّتْ لها = ستندكُّ من نظرةِ الثائرِ قبابُ العلا ذي كفوفُ السلامِ = بلبنانَ من سيّدٍ صابرِ من العشرِ صفراءُ رفَّتْ خلو = دَ عِزٍّ إلى قبةِ الحائرِ أبا الثائرينَ الأباةِ العظامِ = أيا شامخَ الطودِ للعابِرِ فوادي طُوىً نينواءُ الإباءِ = بها يسقطُ القوسُ بالواتِرِ