فؤادي هوى في الهوى فارفقي = وقد لاحَ فجرٌ على المفرقِ وما عدتُ جَلداً على ذا الجفاءِ = فهل فيكِ عطفٌ على المُحرَقَ؟ فقالتْ وفي الصوتِ لحنٌ حزينٌ: = تسلَّ بكأسِكَ يا عاشقي ودعْ عنكَ حُزنَ الهوى والفراقِ = وعَزِّ البتولَ بذبحِ النقي فطارَ الخيالُ لأرضِ الطفوفِ = كأني أرى فاطماً والتقي كأني أرى إبنَ عمِّ الرسولِ = أتى حاسراً يا سما أطرِقي يَزِفُّ عصابةَ جُرحٍ قديمٍ = ضماداً إلى جُرحِكَ الدافقِ ويرفعُ طرفَهُ نحوَ السماءِ = يشقُّ الحجابَ إلى الخالقِ مصابٌ أثارَ أنينَ الرسولِ = فصارَ انحناءً على الباسقِ أهذا حُسينٌ؟ وطالَ الركوعُ = على جُثةِ الكوكبِ المُشرِقِ وجاءتْهُ فاطمةٌ تستغيثُ = عليهِ ارتمتْ من علٍ شاهقِ كأني أرى زينباً والعيالَ = يُساقونَ قسراً إلى المارقِ وأسمعُ صوتَ ارتجافِ السياطِ = على أهلِ بيتِ الهدى السامقِ وأسمعُ صوتاً من العلقميِّ = يُنادي: (كفوفيَ رُدي الشقي) كأني أراكَ وما من ترابٍ = طريحاً بروضٍ من الزنبقِ وحولَكَ نورٌ يشقُّ السماءَ = صعوداً إلى الموضعِ اللائقِ نزولاً إلى سابعِ الأرضينَ = وأفقاً يسيرُ إلى المَشرِقِ يُنيرُ الطريقَ إلى الزاحفينَ = إلى النازلينَ إلى المُعتقِ إلى اللائذينَ إلى العاكفينَ = يدلُّ على نبعِكَ الرائقِ وعذراً إذا ما تكِلُّ الحروفُ = ففيكَ الخفيُّ على الحاذقِ