سلامٌ فالسلامُ لكَ الوفاءُ = إذا لم يُرْوَ من دميَ فداءُ وإنْ منّي تعذَّرَ قطعُ نحرٍ = وما سالتْ بمصرعيَ الدماءُ لكَ الأنفاسُ أنظمُها قصيدًا = تسيلُ بهِ التحيّةُ والثناءُ ويغمرُهُ السلامُ بكلِّ بيتٍ = ويصبغُ شطرَهُ منّي الحياءُ سلامٌ يا أبا الأطهارِ بدءٌ = وليسَ لهُ انقطاعٌ وانتهاءُ سلامٌ خُذْهُ مِن قربٍ وبُعدٍ = وحيثُ أكونُ ينسكبُ الولاءُ فخُذْ منّي السلامَ وخُذْ قصيدي = فقد بعُدَت علينا كربلاءُ تمنّيتُ الوصولَ وليتَ شعري = أيُحدثُ ما تمنَّيْتُ القضاءُ أبيتُ على هواكَ وأصحو صبحًا = بعينيها تغازلُني السماءُ فإنْ كانَ الصباحَ تضيءُ شمسٌ = وبدرٌ حينَ يضَّجِعُ المساءُ فقد نظرَتْك في صدري ضياءٌ = تولَّدَ بينَنا منهُ انتماءُ تميلُ معي إذا ما مِلْتُ أشدو = بحبِّكَ حيثُ يضطربُ الغناءُ تُريني الصيفَ إنْ غنَّيتُ حزنًا = وإنْ فرحًا يلحِّفُني الشتاءُ وفي شعبانَ طارَ بنا سرورٌ = وعاشوراءُ ناءَ بنا العزاءُ تقلَّبْنا بحبِّكَ حيثُ صارَتْ = تدورُ بنا السعادةُ والشقاءُ فطبعُ الحبِّ في الوجدانِ ينمو = مزاجًا فيهِ من ألمٍ هناءُ وطبعُ الحبِّ في الأحشاءِ يخفى = فتُظْهِرُهُ الجوارحُ والأداءُ وجودُكَ يا حسينُ بعمقِ قلبي = وجودٌ لا يخالطُهُ الفناءُ وكيفَ يموتُ من أبصرْتُ فيهِ = بفضلِ بقائهِ بقيَ البقاءُ ولو أنَّ البقاءَ أرادَ موتًا = لما حظيَ البقاءُ بما يشاءُ فيا إبنَ البتولِ إليكَ خُذْني = ليجمعَنا بحضرتِكَ اللقاءُ وخُذْ منّي إليكَ عظيمَ حزني = عسى أن ينجلي عنّي العناءُ وإلا سوفَ أبقى طولَ عمري = مذابَ القلبِ ديدنيَ البكاءُ