قدّمتّ للدينِ الحنيفِ دماكا = فغدا بحرقةِ قلبِهِ ينعاكا ينعاكَ يا بنَ الطاهرينِ مجدَّلاً = ويُسيلُ أدمُعَهُ كفيضِ نَداكا ينعاكَ مذبوحًا على حرِّ الثرى = ونصالُ آلِ أميةٍ بحشاكا ينعاكَ ظمآناً وأسيافُ العدى = تسقيكَ، لكنْ أكؤسًا لرَداكا ينعاكَ مسلوبًا ويهتِفُ والهًا: = يا يومَ عاشوراءَ ما أشجاكا! أأبا الشريعةِ ما لَها بينَ الورى = كهفٌ حريزٌ مانعٌ إلَّاكا إني لأقسمُ إنّها لم تلتجئْ = من ظالمٍ يضرَى ، بغيرِ حِماكا قد صُنتَها من كيدِ آلِ أميةٍ = وفديتَها مستبشرًا بدماكا هل كانَ غصنٌ يستطيلُ بروضِها = ويلذُّ قطفُ ثمارِهِ لولاكا؟ هل كانَ يجري للظِماءِ نميرُها = إلا بفيضٍ من غديرِ هُداكا؟ *** يا بنَ النبيِّ لقد قضيتَ بعزةٍ = هيهاتَ أن تردي السيوفُ إباكا أبديتَ في يومِ الطفوفِ ملاحمًا = ما خطَّها للعالمِينَ سواكا وبكربلاءَ جرى نجيعُك هادرًا = وهلِ النجيعُ سوى بليغِ نِداكا؟ أفديكَ منجدلاٌ غريباً مفردًا = وليوثُ أحمدَ جُدِّلتْ بثراكا للهِ درُّكَ ما انحنيتَ لظالمٍ = نصبَ الضلالَ بكفرِهِ أشراكا يطغى على دينِ النبيِّ، وكفُّهُ = تردي الزهورَ وتزرعُ الأشواكا فرميتَهُ يومَ الطفوفِ بنهضةٍ = أصمَتْ مَقاتلَهُ، فذاقَ هلاكا وحسامً عزمِكَ غربُهُ لم ينثلِمْ = أبدًا، وإنْ صِرْفُ الزمانِ دهاكا وإذا صُرَعتَ على الصعيدِ مبضَّعًا = فلقد سمَا فوقَ السماءِ عُلاكا ما ضوءُ أنجمِها بآفاقِ الدُّنى = واللهِ إلا دونَ وقْدِ سَناكا لكَ – والإباءُ يفورُ – غُرُّ مواقفٍ = وطأتْ لعظمِ جلالِها الأفلاكا يومَ استجارَ بكَ الهدى فأجرتَهُ = وفديتَهُ، أعظِمْ بيومِ فِداكا! وغدَوتَ قربانًا.. وحولَكَ فتيةٌ = تحكي البدورَ، فما أجلَّ عطاكا! ومضيتَ تنشرُ رحمةً نبويّةً.. = حتى بكيتَ بكربلاءَ عِداكا وشرعتَ نهجًا للتحرُّرِ مهيعًا = تهدي بهِ الدنيا إلى دنياكا وقوافلُ الأحرارِ تترى.. هل لهَا = مسعىً تسيرُ بهِ سوى مسعاكا؟ هذا عطاؤكَ في الحياةِ، ولم تزلْ = تهبُ الأياديَ للأنامِ يداكا *** أأبا الفداءِ لكَ الخلودُ، وإنَّما = معنى الخلودِ يذوبُ في معناكا ومسامعُ الوجدانِ تنصتُ .. والحِجا = يرنو .. فيقصُرُ عن بلوغِ مَداكا إني ليشجيني المصابُ وإنْ زهَتْ = شمسُ العقيدةِ في سَما ذكراكا ذكراكَ تحلو في فمي، لكنَّها = تُصمي فؤادي بالشجونِ دِراكا والعينُ تنطفُ أدمعاً، لا بل دَمًا = وأراهُ قبلَ دمِ القريضِ رَثاكا لهفي عليكَ وقد قضيتَ مضرَّجًا = بدمِ الفداءِ، وما نقعتَ صداكا واهاً لرُزئكَ يا سليلَ المرتضى = كم طارقٍ بالنائباتِ رماكا واهًا لجسمَكَ وهو نهبٌ للظبى = غالبْتَها – رغمَ الجراحِ – عِراكا واهًا لنحرِكَ والأضالعُ سيّدي = يا ليتَ نحري بالنجيعِ فداكا أأبا الفداءِ هتفتُ باسمِكَ مؤمناً = أنَّ النوائبَ لا تفلُّ شَباكا ولئن هَوَيتَ – وما هَوَيتَ – فطالما = دارتْ على جيشِ الضلالِ رحاكا إني لأعنو عندَ ذكرِكَ خاشعاً = ومنايَ أن أسمو بنيلِ رضاكا وجَّهْتُ وجهيَ للطفوفِ مسلِّماً = والقلبُ يا بنَ المصطفى حيَّاكا أيلُزُّني دنسٌ وأنتَ بخافِقي = وقدِ اغتسلتُ تطهُّراً بهواكا؟ مثواكَ في قلبي، وقلبي هائمٌ = يرجو الإقامةَ عمرَهُ بذَرَاكا

Testing
عرض القصيدة