ما زالتِ الذِّكرَى تُقيمُ طُقوسَا=في فقْدِ مَنْ رفَعَ الإِباءَ نُفوسَا ذكراكَ أيقظَتِ الشُّجونَ بمهجةٍ=لم تُبقِ دمعًا في العيونِ حبيسَا مذ شيَّعوا نعشَ ابْنِ جعفرَ لمْ يزلْ=وجهُ الزَّمانِ منَ المصابِ عبيسَا يا كاظمَ الغيظِ الشَّديدِ بصبرِهِ=لقَّنْتَ صبرَ الصَّابرينَ دُروسَا يا طابعَ الثَّفناتِ في ايمانهِ=عانقتَ في كونِ الوقارِ شُموسَا دسُّوا لكَ السُّمَّ الزُّعافَ و قطَّعوا=كَبِدًا طَهُورًا طاهِرًا قدِّيسَا ظلموا بنو العبَّاسِ هدْيَ إمامِنَا=إذْ كانَ في سِجنِ الطُّغاةِ جليسَا أنَّى و لم يبكِ الزَّمانُ بمقتَلٍ=و كأنَّ فيهِ بكى ابنُ مريمَ (عيسَى) يا جالسًا و العرشُ عندَ إلاهِهِ=عرشٌ ليُذهِلُ بالبَهَا بِلقيسَا اليومَ تبكيكَ الدُّهورُ بِحُرْقَةٍ=و الكونُ يصرُخُ بالبُكَا (يا موسَى)