ثَبَتَتْ قَدَمُ ابْنِ السِّكِّيتْ
مَا أعْظَمَ هذَا التَثْبِيتْ
والصَّخْرَةُ تَأْبَى التَّفْتِيتْ
والحِقْدُ عَلَى الآلِ مَقِيتْ
طَلَبَ المُتَوَكِلُ يَعْقُوبَا
علِّمْ ابْنَيَّ التَّأدِيْبَا
فَأجَادَ وَقَدْ كَانَ أدِيبَا
رَحِمَ اللهُ ابنَ السِّكِّيتْ
قَدْ صَارَ ابْنَاهُ عَلَى قَدَرِ
كَالبُسْتَانِ كَثِيرِ الشَّجَرِ
يَزْهُو بِالوَرْدِ وَبِالثَّمَرِ
مِنْ تَأْدِيبِ ابْنِ السِّكِّيتْ
جَاءَ لَهُ يَومًا يَسْأَلُهُ
بِمَحَكِّ الفَصْلِ سَيَجْعَلُهُ
هَلْ يُكْرِمُهُ أَمْ يَقْتُلُهُ؟
قَالَ الحَقَّ ابْنُ السِّكِّيتْ
مَنْ ذَا أَفْضَلُ فِي المِيْزَانِ
هَلْ إِبْنَايَ أمِ الحَسَنَانِ؟
فَأَجَابَ سلِيلُ الإِيمَانِ
رَجُلُ الحَقِّ ابْنُ السِّكِّيتْ
قَالَ مَتَى سَاوَيْتُمْ قنْبَرْ
أنْتَ وَإبْنَاكَ إذَا تُذْكَرْ
لَمْ يَتَرَاجَعْ أو يَتَقَهْقَرْ
نَطَقَ الصِّدْقَ ابْنُ السِّكِّيتْ
يَخْلُدُ مَنْ بِالعِزِّ يَمُوتْ
يَنْهَضُ فِي وَجْهِ الطَّاغُوتْ
لَمْ يَخْتَرْ جُبْنًا وَسَكُوتْ
بَلْ أَعْلَنَهَا ابنُ السِّكِّيتْ
أَكْرِمْ بِالعَالِمِ يَعْقُوبْ
فِي حُبِّ الأَطْهَارِ يَذُوبْ
قَدْ سَكَنَ الخُلْدَ المَكْتُوبْ
مَا أعْلَنَهُ ابْنُ السِّكِّيتْ
زَمْجَرَ في وَجْهِ المُتَوَكِلْ
وَصَدَاهُ عَلى الظُلْمِ يُجَلْجِلْ
يَا كَوْنُ فَبِالعِزَّةِ رَتِّلْ
مَا أَعْلَنَهُ ابنُ السِّكِّيتْ
سَلَّ لِسَانَكَ لكِنْ يَبْقَى
يَنْطِقُ مِنْ عِزَّتِكَ الصِّدْقَا
واسْتُشْهِدَتَ أَرَدْتَ الحَقَّا
وَلَقَدْ فَازَ ابْنُ السِّكِّيتْ
وَلَقَدْ كَانَ كَثِيرَ الصَّمْتِ
سُمِّيَ سِكِّيتًا لِلْسَّكْتِ
وَتَمَرَّدَ في وَجْهِ الكَبْتِ
في مَوْقِفِهِ ابْنُ السِّكِّيتْ
إيْهٍ مَفْخَرَةَ الأَهْوَازِ
تَحْلو في مَدْحِكَ أرْجَازِي
إني أسْتَصْغِرُ إنْجَازِي
في مَدْحِكَ يَا ابنَ السِّكِّيتْ