شعراء أهل البيت عليهم السلام

الكَوْثَرُ هِيَ أصْغَرُ سُورَةْ
تُخْبِرُ عَنْ نٍعَمٍ مَذْخُورَةْ

(إنَّا أعْطَينَاكَ الكَوثَرْ)
نهرٌ فِي الجَنَّةِ قَدْ أزْهَرْ .2

صَلِّ لِربِّكَ فِي إخْلاصْ
لا تَعْبَأْ بِكَلامِ العَاصْ .3

إنَّكَ نُوْرُ اللهِ الأطْهَرْ
شانِؤكَ الأبْتَرُ والأحٌقَرْ .4

بَارَكَ ربي فِي الزَّهرَاءْ
ولدتْ أطهارًا نُجَبَاءْ

نَسْلُ مُحمَّدَ باقٍ باقِ
يَنْهَلُ مِنْ طِيْبِ الأعْرَاقِ .6

قَالَ اللهُ لطه (وَانْحَرْ)
لَبَّى رَفَعَ يَدَيهِ وَكَبَّرْ .7

أو مَعْنَاهَا إذْبَحْ نَاقَةْ
لتسيلَ دِمَاهَا دَفَّاقَةْ .8

Testing

٢٥ شعبان ١٤٢٨ ه

2 «الكوثر من الكثرة، وبمعنى الخير الكثير، ويسمى الفرد السخي کوثرا. وفي معنى الكوثر ورد أنه لما نزلت سورة الكوثر صعد رسول الله (ص) المنبر فقرأها على الناس. فلما نزل قالوا: يا رسول الله ما هذا الذي أعطاك الله؟ قال : نهر في الجنة اشد بياضا من اللبن، وأشد استقامة من القدح، حافتاه قباب الدر والياقوت...». و عن الإمام الصادق (ع) في معنى الكوثر قال : « نهر في الجنة أعطاه الله نبيه صلی الله عليه واله وسلم عوضأ من ابنه» . وقيل هو حوض النبي (ص) الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة.

3 الشطر الأول إشارة إلى قوله تعالى : {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} والشطر الثاني المقصود من العاص هو العاص بن وائل الذي ورد ذكره في الرواية الآتية: « ذكر في سبب نزول السورة : أن العاص بن وائل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا وأناس من صناديد قریش جلوس في المسجد. فلما دخل العاص قيل له من الذي كنت تتحدث معه؟ قال : ذلك الأبتر. وكان قد توفي عبد الله بن رسول الله (ص) وهو من خديجة وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر، فسمته قريش عند موت ابنه أبتر. (فنزلت السورة تبشر النبي (ص) بالنعم الوافرة والكوثر وتصف عدوه بالأبتر) ».

4 الشطر الثاني إشارة إلى قوله تعالى : {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.

6 ورد في تفسير الكوثر العديد من الآراء منها الكثرة في نسله من ولد فاطمة عليها السلام حتى لا يحصى عددهم، واتصل إلى يوم القيامة مددهم.
ويقول الفخر الرازي : « الكوثر أولاده لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم» .

7 إشارة إلى قوله تعالى : {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} والشطر الثاني إشارة إلى ما ورد في التفسير: المقصود من كلمة (وانحر) رفع اليد عند التكبير ولذا ورد في الرواية أنه لما نزلت هذه السورة قال النبي (ص) لجبريل ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال : ليست بنحيرة، ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت، فإنه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع، فإن لكل شيء زينة وزينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة». «قال النبي (ص) رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله : {فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}.

8 أو معناها أي معنى كلمة ( وانحر) اذبح ناقة استنادا إلى ما ورد في التفسير: « عبارة ( وانحر) من النحر وهو ذبح الناقة. وقد يكون ذلك لأهمية الناقة بين أنواع الأضاحي. والمسلمون الأوائل كانوا يعتزون بالإبل، ونحرها يحتاج إلى إيثار كثير ».