من وحي العبارة الخالدة لعابس الشاكري
عليه من الله الرضوان :
"حب الحسين أجنني":
حبُّ الحسينِ أجنّني
فطفقتُ لا ألوي على دنيا
ونفضتُ عمقَ أصابعي من كلّ زبرجِها وزُخرفِها
وخلعتُ أرديةَ البريقْ
حبُّ الحسينِ أجنّني
فلبستُ صُبحي
عبّأتُ قلبي بالضياءْ
ونقعتُ روحي باليقينْ
وشرعتُ أنسجُ من سكينةِ مهجتي
نورًا
وأجنحةً
لأسموَ عن لهاثِ الطينِ في نفسي
وعن وهمِ الطريقْ
حبُّ الحسينِ أجنّني
فرميتُ نفسي في أتونِ النورِ
كي تنداحَ عنّي وطأةُ الظلماتِ
في دربي
وفي إرثي العتيقْ
حبُّ الحسينِ أجنّني
فخلعتُ عنّي كلَّ أسمالي
وشهواتي
ألقيتُها وعدوتُ لا ألوي على دنيا
ودلفتُ عمقَ الأحمرِ المهراقِ من غيمِ النحورْ
بين الأسنّة والسيوفْ
في قلبِ قافلةِ الحتوفْ
جالدتُ إبليسَ الخبيثَ
بحدّ سيفي واليقينْ
جالدتُ نفسي قبل ذلكَ
بالإرادةِ والتخلّي
والتواري عن عيونِ ضحالتي
روّضتُها لتكفّ عن إدمانِها عشقَ الترابْ
ونشلتُها من ذلك الجبِّ السحيقْ
حبُّ الحسينِ أجنّني
فركبتُ صهوةَ حكمتي
وغدوتُ مجنونَ الحسينِ
مخلَّدًا
تاجُ الجنونِ على جبيني ناصعٌ
وأمامه قد طأطأتْ أذكى العقولْ
وله تشوّقتِ الطهارةُ والرحيقْ
حبُّ الحسينِ أجنّني