سَوْفَ يَزُوْلُ المُلكُ في الدُنيا
والمُوْتُ سَوْفَ يَعْقِبُ الَحمْيَا
وَسُوْرَةُ الكَهْفِ رَوَتْ قِصَّة
تَحْكِي عَنِ الحَسْرَةِ والغُصَّةْ
لِكُلِّ مَنْ قَدْ غَرَّهُ المَال
بالجَاهِ والثَّرْوَةِ يَخْتَالُ
إذْ ضَرَبَ اللهُ لنَا مِثَالا
عَنْ ذَلكَ المَغْرُوْرِ إذْ تَعَالَى
واغترَّ بِالأعْنَابِ وَالنَّخِيْل
والزَّرْعِ في بُسْتَانِهِ الجَمِيلِ
وَفَجَّرَ اللهُ هُنَاكَ النَّهَرَا
وَقدْ رَأَى في جَنَّتيهِ الثَمَرَا
لكنَّهُ لَمْ يَشْكُرِ الإلهَا
في زَهْوِهِ قْدْ ضَلَّ أوْ تَبَاهَى
فَخَاطَبَ الصَّاحِبَ في غُرُوْرِ
مُفَاخِرًا ِبمالهِ الوَفِيْرِ
إنِّي أنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا
لمَّا رَأَى النِّعْمَةَ والجَمَالا
قدِ ابْتَغَى فِي جَنَّتَيْهِ السُؤدَدَا
وَظَنُّهُ لَنْ تَبِيْدَا أَبَدَا
وَظَنَّ أنَّ مُلْكَهُ مُخَلَّدُ
وَهكَذَا ضَلَّ طُغَاةٌ جَحَدُوا
وَأَنْكَرَ المَعَادَ وَالقِيَامَةْ
إنْ طَحَنَ القَبْرُ غَدًا عِظَامَهْ
قالَ لَهُ صَاحِبُهُ البَصِيْرُ
مُسْتَنْكِرًا جَحَدْتَ يَا كَفُوْرُ
قَدْ كُنْتَ يَوْمًا تُرْبَةً وَنُطْفَةْ
وَرَبُّكَ اللهُ حَبَاكَ لُطْفَهْ
وَثُمَّ سَوَاكَ القَدِيْرُ رَجُلا
سُبْحَانَهُ جَلَّ إلهي وَعَلَا
لَوْ كُنْتَ إذْ دَخَلْتَ جَنَّتَيْكَ
بِنِعْمَةٍ مَنَّ بِهَا عَليْكَ
حَوْقَلْتَ أوْ ذَكَرْتَهُ تَعَالَى
إنْ تَرَنِ أَقلَّ مِنْكَ مَالا
والحقُّ ليْسَ الحَالُ في بَقَاءِ
فربَّمَا آلتْ إلى الفَنَاءِ
بالصَّعْقِ أوْ بالرِّيحِ والجَفَافِ
والأمرُ للهِ العَزِيْزِ الكَافِي
تَوَقُعُ البَصيرِ صَارَ وَاقِعَا
والجَنَّتانِ صَارتا بَلَاقِعَا
قَلَّبَ في حَسْرَتِهِ كَفَّيْهِ
عَلى الذِّي جَرَى بِجَنَّتَيْهِ
وانْفَضَّ عَنْهُ النَّاسُ وَالأنْصَارُ
وَأظْلَمَتْ فِي عَيْنِهِ الدِّيَارُ
وَقَالَ لَيْتَنِي أَطَعْتُ اللهَ
وَلَمْ أُطِعْ نَفْسِيَ فِي هَوَاهَا
وحلَّ في أملاكِهِ الدَّمَارُ
وَهكَذَا قَدْ أُسدِلَ الستارُ