بَوحٌ بِقَلْبِي فِي هَواكَ يُسَطِّرُ= وَحِبَالُ صَوْتي في مَدِيحِكَ تُزْهِرُ وَلُبَابُ عَقْلي قَدْ أَتى لَكَ خَاشِعَاً= يَسْتَرْفِدُ الذِكْرِى فَأَنْتَ الكَوْثَرُ وَوَمِيضُ شِعْرِي صَارَ يَرْمِقُ رَوْضَةً= قُدْسِيَّةً وبِنُورِهَا تَتَدثَّرُ فيها المَلائِكُ رُكعاً أو سُجداً= صارت بآياتِ الولايةِ تجهرُ وأَنا أتيتكَ والخيالُ يَقُودُني= وَسَوادُ عيني مِنْ رِضَابِكَ يُسْحَرُ فَرَأَيتُ أَفْلَاكَ الجَلِيلِ تَحَلّقَتْ= فَكَأَنَهَا طَرَفٌ وأنتَ المحورُ وَرأَيْتُ شَمْس الأُفْقِ تَشْحَذُ نُورَهَا= مِنْ نُورِ وَجْهِكَ نُورُهَا يَتَنَوَّرُ وعَليكَ أَفْئِدَةُ الخَلائِقِ قَدْ هَوَتْ= لا غرو اِنْ تهوي فأنتَ المصدرُ أَوَلَسْتَ مَنْ رِزْقُ الوُجُودِ بِيُمْنِهِ= وَيَدَاكَ مِنْ فَيْضِ الجَلالَةِ تزْخَرُ أَوَلَسْتَ مَنْ حَازَ المَكَارِمَ كُلَّها= بَلْ أَنْتَ غَيْثٌ بالمكارمِ تُمْطِرُ أَوَلَسْتَ مَنْ وَرِثَ الكِتَابَ وَعِلْمَهُ= والراسخونُ بذي المَعَارِفِ أَجْدَرُ أَوَلَسْتَ مَنْ بَذَرَ المَعَارِفَ بَيْنَنا= فَغَدَوْتَ زَرْعَاً كُلَّ يَوْمٍ يُثمرُ أَوْرَقَتَ فينا عِمَّةً ورِوَايةً= ومحبةً تغزو القُلُوْب فَتُسْكِرُ وَرَسَمْتَ في الأَصلابِ شَكْلَ هَوِيَتي= أنا جعفريٌ بِانْتِمَائِي أفخرُ يَا فَارِسَاً فَوْقَ المَنَابِرِ بَأسُهُ= وأَشَدُّ بَأَسَاً مَا حَوَاهُ المِنْبَرُ فَسِهَامُكَ الأَفكارُ إِن صَوَّبتها= ويَدَاكَ مِنْ نَزْفِ المَحَابِرِ تَقْطِرُ كم فِكْرَةٍ كَرَّت بِعُمْقِ ضَلالِهَا= فإِذا بَرَزْتَ لها غَدَتْ تَتَقَهْقَرُ بَلْ لَوْ بَصُرْتَ بِشُبْهَةٍ فِي عَصْرِنَا= لَوَأَدْتَهَا بِإِجَابَةٍ لا تُنْكَرُ لا تَعْجَبوا هَذا مَعِينٌ يَرْتَوي= مِنْ عِلْمِ طَهَ والحَوادِثُ تُخْبرُ نورٌ تَقَلَّبَ سَاجِداً مِنْ سَاجدٍ= وَسُلَالةٌ مِنْ طُهْرِهَا تَتَحَدَّرُ هُوَ بَلْسَمٌ لَو بِالنَوائبِ أَكْتَوَي= ذِكرَاهُ يُجْلِيهَا فَعَنِّيَ تُدْبِرُ َوبَقِيَّةُ الطِّينِ التَي من غَزْلِهِ= جاءت تغازلُ يومهُ وتثرثرُ وتُعلَّي بِالقُبُلاتِ فوق ضَريِحِه= قِبَبَاً تُنَاطِحُ فِي السَحَابِ وتكبرُ وتَصِيغُ مِنْ شِعْري قَوَافٍ عَلَّهَا= مِنْ مِسْكِ ذِكْرِهِ في المَلا تَتَطَهَّرُ