مارية زوجة المختار قصة قصيرة جدا – جعفر الديري: تسألني ابنتي أيّ الطريقين أسلم؟ هذان شابان مليحان، أحدهما فقير ثائر، والآخر غني فاجر، فأيهما تختاره زوجا؟!. إبنتي نسخة مني، جميلة إلى حدّ إثارة الحسد، ضعيفة إلى حدّ اليأس. ينتابها ما ينتابني من الفرح العظيم لأبسط الأشياء. وتستثار كما أثار لأتفهها. أنظرها فأجد نفسي عندما كنت في مثل سنها. لكنها تختلف عني في أن أبيها كان رجلا عظيما، إختار الموت بعزّة على الحياة بذلّة. فيما مات أبي ولعنة الناس تشيعه إلى مثواه الأخير!. هكذا تبدو لي الصورة، لذلك لا أستطيع النظر باحترام لابنتي! أحبها لأنها ابنتي، وألومها لأنها لم تتشرب سوى الضعف مني، فلم تنل شيئا من شجاعة أبيها وثباته. وما يزيدني ألما أنني أمقت نفسي! وأكره ضعف ابنتي، وأدرك اليوم أي أمر جلل صنعت، وأيّة مسبّة ستلاحقني وإياها وأبنائها ما حييت!. فأيّ الطريقين تختاره ابنتي؟! تمت الخميس 1/3/2012