قالت: أتشرب ماءً بعد قتل الحسينِ
فقلت : كي أسكب دمعي على الخدينِ
فدمع عيني من الأحزان جامدةْ
لم تبقَ فيها ولا دمعةٌ واحدةْ
قالت : أتذكر ما قد جرى في كربلا ؟
فقلت : قلبي عنهمُ ما سلا
قالت :أما سمعت بقتل الرضيعْ
فقلت: ما قد ذكرت أمرٌ فضيعْ
قالت :أما سمعت بحز الرؤوسِ ؟
فقلت: ذا ما حز في النفوسِ
قالت :وأعظم من ذا تكسير أضلاع زكيّة
أضلاع سبط المصطفى رضرضتها الأعوجيّة
أو ما كفى الأرجاس قطع رأس الشهيدِ
حتى من الكف بتروا الخنصر بالحديدِ
ونهبوا يا ويح قلبيَ الثيابا
فقلت: هذي فعلة الأعرابا
ليسوا بإسلام ولا أهل حضرْ
وليس من قام بهذا من بشرْ
قالت : فما حرق الخيام على النسوانِ ؟
فقلت : هذا ما أشعل القلب بالنيرانِ
قالت : وأعظم ما يشجي الغيور ركوبها
على نياقٍ بائنٌ شحوبها
وسبائهن كأنهن من الإماءِ
أو ما كفاهم أبناء الخناءِ
حتى على ابن زياد شرّاب الخمورِ
قد أدخلوا الخفرات في سفور
ودخولهّن على يزيد حسّرا
ويزيد في الأثناءِ يشرب مسكرا
يا غيرة الله ألا من مسلمِ
يثور للحق على الظالمِ !


Testing
عرض القصيدة