قالوا : بأنكَ عاشقٌ ، والعشقُ داءٌ وابتلاءْ=قلتُ : الذين أحبُّهُم أهلُ السلامة والشفاء قالوا : أبعدَ الشيب تُفتنُ أو تُغررُ بالنساء ؟=فأجبتُهم : بل كلُّ من أهوى لمن أهوى فداء قالوا : أتسعى للزعامة والتملُّك والثراء ؟=قلتُ : امتلاك الأرض لا يُغني ولا مُلك الفضاء إنَّ الذين أحبهم أهلُ التكرُّم والعطاء=قالوا : أإنسٌ أم ملائكُ أم همُ جنُّ الخفاء ؟ قلتُ : الذين أحبهم فوقَ التصور لا مِراء=بشرٌ وليس لهمْ على الأرض شبيهٌ أو سواء بشرٌ ونور الكون يسطع من جباهِهِمُ الوِضاء=قالوا : ومن تهوى ألا اكشف عنهمُ هذا الغطاء ؟ فأجبتهم : ويلٌ لمنْ لم يدرِ منْ أهوى وساء=إني عشقتُ محمداً والآلَ أصحابَ الكساء وهواهُمُ ديني ، ولي في حبهم سَعْدُ السماء=قالوا : كفاك تملقاً والحبُّ يفسده الرياء قلت : الهوى لم يكفِ ، إن القلبَ ينبض بالولاء=أهوى الولاةَ ، ومن تولاهم إلى يوم الجزاء بل أعشق الأرض التي يمشون فيها والحذاء=قالوا : كفاك تذللاً ، والدين عزٌّ واعتلاء قلت : المذلة أن تجافي الآلَ بل ذاك الشقاء=أإذا دُعيتُ إلى الحساب غداً وطوقني العناء ؟ ورأيت أعمالي القليلةَ سوف تُنثر كالهباء=ونظرتُ في صُحُفي المليئةِ بالذنوب وبالخطاء وسُئِلْتُ أين مودة القربى الهداةِ الأولياء ؟=أترى سأرفل بالنعيم وبالسعادة والهناء ؟ أم أن اسمي سوف يُكتبُ في سجل الأشقياء ؟=أُكوى بنار الخزي ترهقني المهانة والبلاء أما الذي عشق النبي وآلَهَ والأوصياء=جعل المودة فيهم ديناً وهدياً وانتماء أتصيبه نارُ المذلة والشقاوة أو يُساء ؟=أم أن آلَ البيت أصحابَ الشفاعة والرجاء لا يتركون موالياً يشقى وهم أهل الوفاء ؟=أهوى النبي محمداً خيرَ الورى والأنبياء أهوى أبا حسن أميرَ المؤمنين الأتقياء=أهوى البتولَ البضعةَ الزهراءَ سيدةَ النساء وابنيهما الحسنَ الزكي ، ومن قضى في كربلاء=والتسعةَ الغرَّ الميامين الهداةَ الأصفياء هم عترةٌ فرض الإله هواهُمُ وقضى وشاء :=ألا يُرى في جنة الفردوس من جحد الولاء