وطَنٌ هوَ اسمُكَ للجِهَاتِ مكَانُ= وكَأنَّ ذِكْرَكَ قِبلَةٌ وأَذَانُ قد أرْهقَ الأيَّامَ كُنهُكَ لُغْزُهُ = أَ تَطالُ جوهرَ ذاتِكَ الأزمانُ ؟ فَلَكَ الوُجودُ يمدُّ سجدةَ شُكرِهِ = وعلَى مدارِكَ طافتِ الأكوانُ ومَلاءةٌ .. كَفّاكَ ، يلبَسُها المَدَى= مَنْ ذاَكَ قبلَ وُجُودِكَ الإنْسَانُ ؟ كانَ العبيدُ فَكُنْتَ حيثُ مكانُهمْ= هَا توَّجُوكَ وحَيْثُ خطوُكَ كانُوا والمُعدَمُونَ.. حِراءُ قَلبِكَ ضمَّهُمْ= سِيَّانِ أَنتَ وَهُمْ يَراكَ خِوَانُ وبقُربِكَ الفُقَراءُ تكنِزُ ثرْوَةً = فإذَا ابتعدتَ .. فإنَّهُ الحِرْمَانُ ومررْتَ عطرًا .. فالعَداوَةُ صُحْبَةٌ = وإذا بأوسَ و خزرجٍ إخوانُ ورشَشْتَ ماءَ الحُبِّ تَسقيْ أُمَّةً= تَسْتَامُهَا الصَّحْراءُ والشَّنَآنُ وركَزْتَ في نخلاتِها حُرّيةً= مَنْ لمْ يُنادِ بحقِّهِ .. شيطانُ ومَحوتَ خارطةَ الفوَارقِ لا دَمٌ=، لونٌ ، ومالٌ ، .. وحدَهُ الإيمانُ ونزلتَ مِنْ لدُنِ القَداسةِ جنَّةً= وإليكَ تُصعِدُ رُوحَنا الأبدانُ ولِوَجْهِكَ اتجَهَتْ تُصلِّي كعبةٌ = لولاكَ داست عرشَها أوثانُ لا زلتَ تملؤُنَا فَأَيُّ كُؤوسِنا= ما خامَرتْها مِنْ رؤَاكَ دِنانُ وَحرُوفُكَ انداحَتْ كضَوءٍ أبيضٍ= ما الليلُ يُمسكُهُ ولا النِّسيانُ وزرعتَ في الأحداقِ أَيَّ مدينةٍ= وتتيهُ دونَ حُدُودِها الشُّطآنُ فبكُلِّ زاويةٍ هُناكَ محمَّدٌ= فَجرٌ يُرتِّلُ آيَهُ القُرآنُ ما بالُ شِعريَ كيفَ يزعُمُ، و السَّما= ءُ بُراقُ نعلِكَ ، يحتَوِيْكَ بيانُ ؟! لو في فمي أجرى الخليلُ بحورَهُ= وحدَا بركبِ قصائدي حسَّانُ لو قلتَ كُنْ لقريحَتي فتمثَّلَتْ= هلْ تَهتَدي لمقامِكَ الأوزانُ ؟ ما قَدْرُ أَبياتي ؟ فحسبُكَ مِدْحَةً = بِعظيمِ خُلْقِكَ يَشهدُ الرحمَنُ إنِّي أُحبُّكَ ، يا لَقلبِ خديجةٍ= طَبَعَ الجنونَ بِخافقي ، أَ أُدانُ ؟ قَلْبي بكفِّكَ سُبْحَةٌ ، حبَّاتُها= مِنْ رَمْلِ حُبِّكَ ، والهَوَى فُرقانُ وصنعتُ رُوحي مِن هواكَ سَفينةً= شُقَّ العُبابَ فوَحدَكَ الرُّبّانُ ألفيتُ عِشقَكَ لي قِماطَ ولادَتي= وبأضْلعي رسَمَ اسمَكَ الخفَقانُ وصبَبْتَ لفظَكَ في صوامِعِ مسمعيْ= وِرْدًا بهِ تتوشَّحُ الألحانُ وكبُرتُ قلبًا أحمدِيًّا كُلَّمَا= رتَّلتُ ذكرَكَ ضوَّعَ الريحانُ وكسوتُ أوقاتي ببُردةِ أَحرُفٍ= لم يقترفْ نسيانَها الوِجدانُ فمُحمَّدٌ هوَ مبدئي ونهايتي= وهواهُ بينهما هو السُّلطانُ