مزهرٌ نورُهما في عالم القدس
وما أحلاهما إذ يزهرانْ
عاشقانْ..
أزلي ٌّكان ذاك العشقُ ثّمّ
أبديٌ.. ليس يحويه زمانٌ أو مكانْ
وجمالٌ لا يضاهى.. عند ساق العرش بادٍ
تنتشي الأملاكُ منه
وبهاءٌ ينثر التسبيح في الأرجاء إذ يعتنقان
رئةُ الأرضِ لقطر الطهرِ عطشى
راودتْ شوقا ًبهاء النور يمحو بؤسَها
فأجابَ النور من فيض الحنانْ
وقضت محكمةُ الأرضِ بأن يفترقا فيها زماناً
ومذاق البعد مرٌّ
لحبيبين إذا يفترقانْ
هي أضحتْ بذرةُ المعراج في صلب محمدْ
وعلي ٌ صار فرعا ًفيه تمتدُّ النبواتُ
وطوبى تتلقى غصنَه عند الجنانْ
فاطمٌ غرسٌ ل طه
كوثرٌ منه رواها
ولذا غيرُ علي ٍّ وهو نفس المصطفى
ليس يسقي لونَها / الوهجُ الذي يرسم للأملاك معراج البهاءْ
ولذا غيرُ عليٍّ
لا يداني عطرَها ذاك الذي يفتحُ آفاق السماءْ
وردة الكوثر لا يقطفُها..
غيرَ كفٍّ هي تسقي كوثراً
وبها عذبُ الرّواءْ
أيُّ يوم ألبس الكونَ جمالا
أيُّ يوم زامل الغيبُ به ملك الشهادة
إذ أراد العرش أن يشرع َآفاق السعادة
وانتشى الكون دلالا
أرضُه ترقصُ جذلى
ماس عشقاً إذ رآها غصنُ طوبى فتدلّى
وسماه.. رُصّعتْ تسبيحَ شكرٍ ضجّ للباري تعالى
هي ذي كفّ النبيِّ
أودعتْ زهرتها في حقل حيدرْ
فاستحال العشق في عينيهما بوحا ًمطهّرْ
ولحونُ الوصل تنسابُ غدت شلال كوثرْ
..
بعد أن أضناهما البعدُ وطالا
وشكا بُعدهما الكون لباريه فما طاق احتمالا
وهو قد أهرق في عشقهما كل لياليه انتظارا يتوالى
هو ذا لقياهما جاء بهيا ً
يسكبُ الحمرةَ في وجنتهِ
وبها يزهو اكتمالا
فاطم ٌبنت السماء المصطفاةْ
ولذا لم ترض بالأرض وإن
سجدتْ عشقا على أعتابها كلُّ الجهات ْ
فاطم لم تبغ مهرا من فتاتْ
وأجاب العرشُ بوح الأمنيات ْ
مهرُها كان من الله الشفاعهْ [1]
والصداقْ..
كان للجاني انعتاقْ
كان للمذنب من عشاقها طوق نجاة ْ
فاطم ٌبنت السماء المصطفاةْ
والسماء ْ..
جهّزتْ من قدسها بيتَ البتولْ
سقفُ تلك الدار ِعرشَ الله أمسى
ملكوت الغيب وشّاها فدكّت
حجُبا ًممتدةً مابين فرش الطين والعرشِ لتغدو
موئلا للدعوات
ظلل العشق السماويُّ نواحيها فصارت
مهبطَ الأفواجِ من أملاكها
وهي مرقى الصلواتْ [2]
زغَبُ الأملاكِ مما فيه تغدو وتروح ُ
منه تزهو الجنباتْ [3]
وبه يهمسُ بوحُ السوسناتْ
طرْقُ طه نقشة في بابها
وخُطاه زينةٌ في العتبات [4]
آنَ أنس ٍ
إذ تماهى نورُ زهرا ءَ وحيدرْ
أَمل الأرض تشجّر
أورقت طوبى وذي أفياؤها
منحت للكون ألوان الهبات