طرقتْ فالأنامُ منها سكارى=تملأ الكونَ دهشة ً وانذعارا بكرُ خطبٍ لا ينشد الصبرُ=فيها قد أتانا بها الزمانُ ابتكارا في حديث الأحقاب لم يأت=فيها وقديماً لمثلها ما أشارا بردت سائرُ القلوب ردى ً=منها وعادت من الغليل سكارى ولها كانت المدامع لولا=حرُّ أنفاسنا تكون بحارا وقليلٌ بها وإن ليس يجدي=ترسل العينُ دمعَها مدرارا نكبة ٌ تملأ الوجودَ مصاباً=يملأ الأرضَ والسما استعبارا يا نفوسَ اللاجين طيري شعاعاً=أدرك الدهرُ عندك الأوتارا وابردي يا حشاشة الشرك=أمناً مات من كان بين جنبيك نارا فبمن يغتدي الهدى مستجيراً=فقدتْ كعبة ُ الهدى المستجارا وله أصبحَ الحطيمُ حطيماً=يتوارى في الترب حين توارى ودجا الأفق في دجى غيهب=الحز نِ وهبَّت ريحُ الصبا إعصارا سوَّمى يا خطوبُ خيلك فينا=تغنمي أين ما قصدت المغارا وارتعى في حمى الورى فالمنايا=أنشبت في هزبرها الأظفارا مَن حماها عن أن تُراعَ و=قسراً ردَّ أيدي الأيام عنها قصارا =هممٌ حيث لا يُرى البدرُ سيرا كيف تخلو له من الحزن دارٌ=والندى منه لم يفت ديّارا ملكَ الناسَ بالسماح عبيداً=فغدوا بعد فقده أحرارا يا بغاة الإسلام لا تتناجوا=بانتقاص الدين الحنيف سرارا؟ لا تخالوا «محمداً» لم يخلّف=للورى ناهياً ولا أمتارا فالإمامُ المهديُ قد قام فيهم=علماً يرشد الورى ومنارا ما بنى الله من سماء علومٍ=وهو بدرٌ في أفقها قد أنارا لازم الحقَ في هداه فأضحى=معه الحقُّ حيثما دار دارا منه ملء الأبراد عدلٌ وتوحيدٌ=وفخرٌ من هاشمٍ لا يجارى والحُبا في النديُّ تضمن منه=ركنَ رضوى حلما وأرسى وقارا فترى الناس هيبة ً منه خرساً=يتناجون في الحديث سرارا يا أجلَّ الورى علاءً وقدراً=وأعزَّ الأنام نفساً وجارا عقد العيُّ منطقي أن أعزّيك=ومنك العزا غدا مستعارا وقبيحٌ منّي إذا قلتُ صبراً=للذي علَّم الورى الاصطبارا