هي الدنيا فلا تركن إليها=ويكفي أنَّ آخرها الفناءُ فلو كانتْ جنانُ الله فيها= فبئستْ حيث ليس لها بقاءُ فكمْ قد عاشَ فيها من سعيدٍ=ونغَّصَ عيشَهُ الداءُ العياءُ وكم من حَاكمٍ قد عاث فيها=ولم ينفعه ذاك الكبرياءُ وصارَ يُداسُ تحت الترب ذلاً=إدَامُ الدود والقبرُ الثواءُ فلا تتثاقلنَّ بأرض ذُلٍ=وحلَّق سوف تحضُنكَ السماءُ مع الأملاكِ حلِّق في سماءٍ=لها الرحمنُ يرفعُ من يشاءُ وطمئن قلبكَ الزاكي طويلاً=بذكر الله فهو له ضياءُ وبلل قلبكَ الظامي بدمعٍ=ذروفٍ فالقلوبُ له ظِماءُ وأحنِ الرأس للجبَّار ذُلاً=تكن في عِزَّةٍ ولك الثناءُ