أنا معشوقتي أرضٌ وسيدتي ومولاتي بها الشهداءُ ناجوا بالدما ربَّ السمواتِ وحتى الطفلَ عبدَ الله شاركَ في المناجاةِ وسَالَ على يدِ المولى دمٌ من نحرهِ آتِ فدعني في تُرابِ الطفِّ أسْكبُ كلَّ آهاتي ودعني أملأ ُ الدنيا بأعلامي وراياتي سأكتبُ بالدَمِ القاني سطوراً من حكاياتي فإني ما نسيتُ على مَدَى الأزمانِ ثَاراتي وإنَّ تحَطُمَ الشاهاتِ بعضٌ من رواياتي أتى عاشورُ بالأحزان والأشجان والذكرى ليحكي قصة الآلام يرسمُ ثورةً حمرا .. أهذي كربلاء الدمِّ أم ذي جنَّةُ المأوى ؟ هي الفردوسُ أمْ أرضٌ تصدَّرُ للورى نصرا ضَريحٌ يبعثُ الأحرارَ والحريَّةَ الكبرى ضَريحٌ يسحرُ العشاقَ تأتي نحوه تترى فهم هاموا به حُبَّاً رأوا في تربِهِ سرَّا وحول قبَابِه قدْ رَفرفتْ أرواحُهُمْ سَكْرَى تذوبُ نفوسُهمْ حُزنَاً ، تسيلُ بخدِّهم عَبْرَه حسينٌ ماتَ عطشاناً وقد رضَّ العدا صَدْرَه أتوا كي يزرعوا الأشواكَ في دربي إلى الأبدِ وجاءوا يطعنونَ الخنجرَ المسمومَ في كبدي لأني كربلائيُّ الخطى بَاقٍ على عهدي وأنَّ الجرح رافَقَني من المهدِ إلى اللحدِ فمن سجنٍ إلى سجنٍ .. ومن قيدٍ إلى قيدِ وأهل البيت قد عانوا ولستُ معانياً وحدي فموسى الكاظمُ المسجونُ في زنزانة ِالسندي يواسيني على الآلام ِ والآهاتِ والوَجْدِ فتصبح كلُّ أشواكِ الطريقِ جميلةً عندي .. أرى المظلومَ في ليلٍ أرى قد فطروا كبدَهْ أرى السكينَ تطعنهُ تُمزِّقَ في الثرى جسدَه أرى الشيعيَ محرومٌ من الأعمال ِ في بلدِه .. أرى المحرومَ يحفرُ قبرَه من ضيقه .. بيدِه أرى الأفواه قد خيطت أرى الأجْسَاَد مرتعدَه نظامٌ عالميٌ يحكمُ الدُنيا بما عندَه يعربدُ في أراضينا .. تُرَجُّ الأرضُ مِنْ جندِه فذي أممٌ على الضعفاءِ والفقراءِ متحدَه ولكن للكيان الغاصب المجنونِ كالعبدَه فهم قد اسندوا الطاغوتَ هم قد مزَّقوا الوردَه كأني أسمع الأقصى بأرضِ الطَفِّ ناداني حملتُ السيفَ غضباناً .. وقد أعددت أكفاني تلبيهِ دمائي وهيَ تجري وسطَ شرياني فإني ناصرُ الأقصى .. وقد فجَّرتُ بركاني وإني أنصر الضعفاءَ في شتى الميادينِ وإني أحملُ الآهاتِ والجرحَ الفلسطيني وإني هزَّني جرحٌ يسيل بدَّمِّ مسكينِ فإنَّ الدينَ يأمرني وإني طائعٌ ديني ..