تسبيح في غيبوبة العشق !
محمد مرهون
سُـبْحانَ حـبِّك مـن وَحْـيٍ أَتَـى
مَطَرا و لاح يَــبْـذُرُ فـــي أحـداقـيَ
الـقَـمَرا
و نـخـلةٍ هـزَّهـا كــفُّ الـغروبِ
هـوىً فَـأَسْقَطَ الـشَّرْقَ و الإشراقَ لي
ثَمَرا
مـحـرابُ عـشقي أتـى يُـهْدِيكَ
قِـبلَتَه تـلـفُّها سـجـدةُ "الـطـيَّارِ" مــا
سَـهَرا
يــا كـعبةً وُلِـدَتْ فـي جَـوفِ
أوردتـي تَـنَـاسَلَ الـوَحْيُ فِـيْ أَحْـضانِها
سُـوَرا
كــــأنَّ دمِّــــي إذا أَكْـمَـلْـتُ
دَوْرَتَـــه يـطوفُ مِـنْ حَـوْلِها بـالحبِّ مُعْتَمِرا
!
أَحُـــجُّ روحـــاً إلـــى كَـفَّـيـكَ
مُـثْـقَلَةً بـالـشِّعْرِ و الــوردِ لـمـا أَمْـشَجَا
وَتَـرا
أَسْـعَى إلِـى الـخُنْصِرِ الـمُبْلى
بِـخاتَمِهِ أُلَـحِّـنُ الـعَدْلَ حـتى راقَـصَ الـفُقَرَا
!
أَسْعَى إلى "الدرع" حِينَ الكفُّ
عاتَبَها كـعاشقٍ فـي غـداةِ الـبينِ قـد
حَـسِرا
و أُوْسِــعُ الـمـوقفَ الـمشهودَ
أَسْـئِلَةً تَـرَبَّـعَـتْ رئـــةً فــي الـجـوِّ إذْ
زَفَــرا
و فـجـأةً سُـمِعَتْ فـي الـجوِّ تَـمْتَمَةٌ
: لا تعذلِ الشَّمْسَ لمَّا أَعْشَتِ
النَّظَرا!!
فــي داخِـلـيْ نَـجَفٌ مـا زلـتُ
أَحْـرِثُه أُقَــلِّـبُ الــنَّـورَ مِـــنْ أَحْـيـائِهِ
خَــدِرا
أسْـتَـزْرِعُ الـشَّـوْقَ وهَّـاجـاً
فَـأَحْـصُدُه فــي حُـبِّـكُمْ قـبـةً تـسـتقبلُ
الـبَـشَرا
و ربَّ بُــعْـدٍ عَـــنِ الــكَـرَّارِ
قـرَّبَـنِـي كـمثلِ جـرحٍ بـغيرِ الـكيِّ مـا انـجبرا
!
غَـيْـبُوبةُ الـعشقِ تـحلو حِـينَ
تَـصْلِبُنِي و حِينَ أَصْحو غَرامِي يَصلِبُ السَّمَرا !
أَمْـشِي وَ تَـمْشِي إلـى عَيْنَيْكَ
قَافِيتي و زَحْـمَةُ الـحُلْمِ تَـطْوي كُـلَّ مَنْ
عَبَرا
و دونَـكَ اليومَ تَصْطَفُّ " الخيابِرُ"
في صَــدْرِ الـزَّمَانِ فـأدحو مَـكْرَها
ظَـفَرا
أعَــبِّـدُ الــمـوتَ بــالأمـواتِ
مُـنْـتَشِلاً جِـسْمَ الـصَّبَاح و أَسْـقي لَـيْلَهُ
سَـحَرا
و أعـجِنُ الـشَّمْسَ مـن كَـفّيْكَ
قـافِلَةً يُـعِيدُها الـحقُّ فـي عَـيْنِ المَدَى
بَصَرا
لا أَكْـتَفِيْ مِـنْ دُوَارِ الـحَقِّ في
عُمُري طـبيعتي فـي الـهوى أستنزفُ
العُمُرا
عــلـى يــديـكَ أُصَـلِّـيـنيْ
فَـيَـقْصِرُني فَـرْضُ الـتَعَطُّفِ في عينيكَ مُنْصَهِرا
!
يَــا مُـلْـهِمَ الـبَـحْرِ أَنْ لا بَـحْـرَ
يَـفْـتُنُنَا إلا الـــذي ضَـيَّـفَـتْ دانــاتُـه
الـحَـجَرا
و يـــا بِـــلاداً تُــرَابُ الأَرْضِ
يَـحْـكُمُهَا فـالـكُـلُّ فِـيـهَـا أَمِــيـرٌ وَارِثٌ أُمَــرَا
!
لِـصَـبْرِكَ اسْـتَغْفَرَ الـتَّارِيخُ و
انْـدَلَقَتْ سُـطُورُهُ تَـنْتَضِي مِـنْ جُـرْحِكَ
السِّيَرا
و خَـمَّـرَ الـعُـذَْرَ فِــي أَقْـنَـانِ
نَـكْسَتِه لِـيَنْتَشِي مَـنْ لَـكُمْ قَـدْ أَضْمَرَ
السَّقَرا
وَ لَـــمْ تَــكُـنْ غَـيْـرَ مُـمْـتَنٍّ
لِـخَـنْجَرِهِ و تَـسْأَلُ الخَنْجَرَ الغَدَّارَ إِنْ كُسِرا
؟!!
خـوفـاً عَـلَـيْهِ وَ خَـوْفـاً مِــنْ
شِـكايَتِه لَـوْ أَلْحَقَ الجُرْحُ فِي أَنْصالِهِ الضَّرَرا
!
و الـموتُ حـقٌ و أنـت الـحَقُّ لا
رِيَـبٌ و قـد خَـلُدْتَ فَأْيْنَ الحقُّ قد ظَهَرا
؟!
حَـيَّرْتَ فِـي شَـأْنِكَ الأَزْمَـانَ يـا
زَمَـناً لِـوَحْـدِه صــادَقَ الـمِـحْرابَ
فَـانْصَهَرا
و حَــوْلَــه ألــــفُ مُــشْـتـاقٍ
يُــدَثِّـرُهُ كَـأَنَّـما أَصْـبَـحُوا مِــنْ حَـوْلِه شَـجَرا
!
يـجـزُّهـم شـوقـهـم فـابـيضَّ
مِـنْـجَلُه كَكَفِّ "مُوسى" إذا ما ابْيَضَّ و
ازْدَهَرا
لأنَّـــهَــمْ –ســيــدي أرضٌ
مـخَـصَّـبـةٌ بِـحُـبِّكُم فـالـرَّدَى لَــوْ جـاءَهُـم
قُـبِـرا
بِـحُـبِّكُم فـالـرَّدَى لَــوْ جـاءَهُـم قُـبِـرا |