سبعٌ من السنواتِ قبل دخولهم=في الدِّينِ صلّتْ والإمامُ محمّدُ هذي خديجةُ، يا يراعُ ألا انحنِ=أولى بحِبْرِكَ من بحارٍ يُرفَدُ تتنفّس الأشعارُ ذكرَ خديجةٍ=بمديحِها غُررُ القصائد تُنشَدُ مَن مثلُها أعطى الرسالةَ مالَه؟=الشِعبُ يشهدُ والصحيفةُ تشهدُ مَن مثلُها الحِضنُ الرؤومُ لأحمدٍ=لمّا الطغاةُ قسَوا عليه وهدّدوا ؟! هي دثّرتْ، هي زمّلتْ، هي آمنتْ=هي صدّقتْ، هي في النساءِ الأجودُ ماصدّقتُه لأنها هي زوجُه=ما هكذا ثمرُ الفضائلِ يُحصَدُ لكنْ هو العشقُ المقدّسُ للهدى=وصفاءُ قلبٍ للهدايةِ يُرشِدُ ولذا اصطفاها الربُّ زوجاً للهدى=مهداً به فجرُ الرسالةِ يُولَدُ روّته عزْماً، ناصرتُه بمالِها=لم تألُ جُهداً والأعادي تَجهَدُ نورانِ خلْفَ المصطفى بصلاتِهِ=أمُّ البتولِ وزوجُها المتفرّدُ يا شِعرُ، هل تبغي مديحَ خديجةٍ؟=أنّى إلى أعلى السماءِ ستصعدُ؟! ألديكَ أجنحةُ البيانِ أشدُّها؟=أمْ أنّ قلبَك من عُلوٍّ يَرعَدُ ؟ ستكونُ فحْلاً إنْ بلغتَ سفوحَها=فسفوحُها فيها النجومُ تغرّدُ ! زوجُ الرسولِ. ولا يُثنّي فوقَها=إنَّ الكمالَ بطبعِه لا يُرفَدُ أمُّ البتولِ. كفى به من مَحتِدٍ=لمَن البتولُ لها تُشِعُّ وتُولَدُ كم مُدّعٍ عشقَ الرسولِ وإذْ بهِ=عن ذكرِها وهي الفريدةُ يقعُدُ ! فترى سطوراً أجدبتْ من ذكرها=وحناجراً بمديحِها لا تُنشِدُ ! عَجَباً لهم! وخديجةٌ في حِجرِها=فجرُ الرسالةِ قدْ بدا يتوقّدُ هي رابعُ الكمِلاتِ، أفضلُ زوجةٍ=آوى إليها وانتقاها أحمدُ بِكْراً تزوّجها الرسولُ ولم يكنْ=بَعلاً لها إلاّ الرسولُ محمّدُ إذْ ليسَ يُعقَلُ أنّ طهرَ خديجةٍ=قد شابَهُ الشِركُ القبيحُ الأسودُ لقد افترُوا هذا عليها أنّها=هي أمُّ آلِ البيتِ وهُمُ الحُسّدُ ظلّتْ وحيدةَ قلبِهِ وفراشِهِ=حتى أتى اليومُ الذي به تُلحَدُ ظلتْ وحيدةَ قلبهِ لم ينسَها=أبداً وظلّ لذكرها يتعهّدُ بل ظلّ يكرمُ صاحباتِ خديجةٍ=ويردُّ قولَ مسيئةٍ ويفنّدُ نبعُ الحنانِ خديجةٌ، بل بحرُهُ=أمُّ الطهارةِ، للطهارةِ مَقصِدُ ضمّختُ قافيتي بمدحِ خديجةٍ=فغدتْ على سمعِ الخلودِ تُردَّدُ وغدتْ قلوبُ الحقِّ أوتاراً لها=وغدتْ تجودُ بكلِّ أرضٍ توجَدُ وإنِ القوافي قصّرتْ في ذكرِها=تبقى قِصاراً عن قريبٍ تخمُدُ يا أمَّ فاطمةَ البتولِ وإنّ لي=طَلباً إليكِ وأنتِ نِعْمَ المَقصِدُ تفريجُ همٍّ طالَ، ثمّ نهايةٌ=حُسنى، وعيشٌ في الجنائن أرغدُ ولكلِّ إخواني، فنحن بحبكم=مستهدفون من الأعادي نُضهدُ إذْ حبُّكم هو من قرونٍ تهمةٌ=كبرى بها الأعناق ظلتْ تُحصَدُ ! طوبى لها من تهمةٍ هي فخرُنا=فوق الصدورِ هي الوسامُ الأمجدُ مني السلامُ عليكِ زوجَ رسولِنا=ما طار طيرٌ ثمّ عادَ يغرّدُ