في رثاء أصحاب الإمام الحسين (ع) أَيُقعِدُنِي عَن خُطَّةِ المَوتِ لائم=قصير الخطا من أقعَدَتهُ اللوائمُ سأَركَبُهَا مرهوبة سطوانها=تطير خوفاً فيها بِها وَالقَوادمُ عَلَيَّ لَرُبع المَجدِ وقفة ماجد=تناشده عنِّي السيوف الصوارمُ وأَبسَمَ مهما أبرقت بِرُكَامِهِ=ولا برق خَروىً إِن سَرَى وهو باسمُ وارتاح إن هَبَّت بِهِ ريحُ زعزعٍ=من الموت لا ما رَوَّحتهُ النَّسَائِمُ وزار عراص الغاضرية صَحوةً=وموج المنايا حَولها متلاطمُ بيوم كظلِّ الرُّمح ما فيه للفتى=سِوى السيف والرمح الرَّديني عاصمُ ومدت به شمس النهار رُوَاقَها=فَحَجَّبَها ليلُ من النَّقعِ قاتمُ تراكم داجي النَّقع فيه فأشرقت=وجوه وأَحسَابٌ لهم وصوارمُ أبا حسنٍ يهنيك ما أصبحوا به=وإن كان للقتلى تُقَامُ المآتمُ فيا خاطب العلياء والموت دونها=رُوَيدَكَ قد قَاوَمتَ مَن لا يُقَاومُ بَخِلتَ عَليها بالحياة وإنّها=لأكرم من تُهدَى إليه الكرائمُ إذا عَلِقَت نفسُ امرءٍ بِوِصَالِها=ورامت مراماً دونه حَامَ حائِمُ فخاطبها الهندي والموتُ عاقد=وعمرك مَهرٌ والنِّثَار الجماجمُ لذاك سَمَت نَحوَ المعالي نفوسُنا=وهانت عليها القارعاتُ العَظَائمُ فَأَيُّ قبيل ما أُقِيمَت بربعِهِ=فإمَّا عليه أو علينا المآتمُ سَلِ الطَّفَّ عن أهلي وإن كنت عالماً=فَكَم سائل عن أَمرِهِ وهو عَالِمُ