في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
أبو تمَّام حبيب الطائي
في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
فَعلتُم بابنَا النَّبيِّ ورَهطِهِ=أفاعيلَ أدناها الخِيانَةُ والغَدرُ
ومِن قَبلهِ أخَلفتُمُ لِوصيِّهِ=بِداهيةٍ دَهياً ليسَ لها قدرُ
فجِئتُم بها بكراً عَواناً ولم يكن=لها قبلها مِثلُ عَوانٍ ولا بَكرُ
أخوه إذا عدَّ الفخار وصِهرُه=فلا مثلُه أخٌ ولا مِثله صِهرُ
وشدَّ به أزر النَّبي مُحمَّدٍ=كما شدَّ مِن موسى بِهَارُونِهِ الأزرُ
وما زالَ كشَّافاً دياجيرَ غمرةٍ=يمزقُها عن وجهه الفَتح والنَّصرُ
هُو السَّيف سيف الله فِي كُلِّ مَشهَدٍ=وسيفُ الرَّسول لا دانٍ ولا ثرُّ
فأي يَدٍ للذمِّ لم يبر زَندُها=ووجه ضَلالٍ ليس فيهُ له أثرُ
ثوى ولأهل الدِّين أمن بِحدِّه=وللواصمين الدِّين في حَدِّه ذُعرُ
يسدُّ به الثغر المخوفِ من الرَّدى=ويعتاضُ من أرض العدوِّ به الثَّغرُ
بِأُحْدٍ وبَدرٍ حينَ مَاجَ بِرِجلِهِ=وفرسانِه أُحدٌ وماجَ بهم بَدرُ
ويوم حُنَينٍ والنَّضيرُ وخَيْبَرٍ=وبالخَنْدق الثَّاوي بِعقْوَته عَمرُو
سَما للمنايا الحُمْر حتى تَكشَّفَتْ=وأسيافِهِ حُمْرٌ وأرماحُهُ حُمرُ
مشاهدُ كان الله كَاشِفُ كَربِها=وفارِجُه والأمر مُلتبسٌ أمرُ
ويوم الغدير استوضَحَ الحقُّ أهلُهُ=بِضُحْياً لا فيها حِجابُ ولا سِترُ
أقام رسولُ الله يدعوهُم بِها=لِيُقِرَّ بِهِم عُرفٌ ويَنْهاهُمُ نُكرُ
يَمدُّ بِضِبعَيه ويعلم أنَّه=وليٌّ ومولاكُم فهل لكُم خَبرُ
يَرُوح ويغدُو بالبيان لِمَعشرٍ=يروح بهم غَمرٌ ويغدُو بهم مرُّ
فكان لهم جَهرٌ بإثبات حَقِّه=وكان لهم في بَزِّهم حَقِّه جَهرُ
إثمٌ جعلتم حَظَّه حَدَّ مرهَفٍ=من البيضِ يوماً حَظَّ صاحِبُه القَبرُ
بِكَفِّي شقيٌّ وجَّهَتْهُ ذُنوبُه=إلى مَرتَعٍ يَرعى بِه الغيَّ والوِزْرُ