الوله المحموم في الإمام المنتظر (ع) حبيب علي المعاتيق
هبيني من سناك العذب شيَّا = وروِّي يا مليحةُ مقلتيا
أفيقي في دمي في دفق روحي = أفيقيني أعيديني إليا
وضيعي في اضطراب وَجِيب قلبي = وذوبي في فمي نغماً شهيا
كما تهوى الصبابة أشعليني = فما أحلى اتقادَ سناك فِيّا
يداعبني لظى غليان وجدي = فلا برح الهوى الجياش نَيَّا
أتيتِ وها فرشتُ لك الحنايا = وأسكنت اتقادك ناظريا
وعدتِ وعاد يا أملي حنيني = يجوب العمر فياضا عتيا
ترائى فيك مهدٌ مهدويٌ = بأكناف الضمائر قد تهيا
تهدهده العصور ، يفيض نوراً = أغاض بنوره القمر السنيا
يُحيل سناه في ظلم الليالي = شعاعَ الشمس لو ألفاهُ فَيَّا
تناغيه السما .. غفتِ الليالي = وما خفقتْ بها عيناه شيا
تطوف الأمنياتُ به وتسعى = قلوب المنهكين لديه سعيا
تجمع فيه أعذب ما تناهى = لسمع الكون حيث غدا الصفيا
له سمْت الرسول فقد تبدا = بذاك المهد نورا أحمديا
وسيماء الوصي ترى عليه = كأنك إذ تراه ترى عليا
على خديه بوحٌ من صلاةٍ = ترى قبسا هنالك فاطميا
وفي كفيه فيضٌ من سماحٍ = تشاهد عنده الحسن الزكيا
وإن قيل الحسين تراه هذا = الوليد ترى حُسينياً أبيا
تحدَّر من ظهور الطهرِ طهراً = وهل يلد النقا إلا نقيا؟
إلى أن تم في شعبان شيئا = بهيا رائعا عبقاً زكيا
بدا بدراً ، وحسب البدر فخراً = إذا يُعطى شعاعاً مهدويا
أتيتك يا إمام وفي ضميري = هواك وزهر حبك في يديا
ويمَّمتُ السنا حيث استفاقتْ = على سُبُحاتِ وجنتِك الثريا
وخلَّفت الديار ، نسيتُ روحي = وأحلامي وأنفسَ ما لديا
تلاشتْ كل أخْيِلَتي وماتتْ = وأنت بها الوحيد بقيتَ حيا
خلوتُ بنور طيفك حين فاضت = أباريق القريض العذب فيا
وكدت أخاف من حسد الليالي = إذا خَلُص المحبُّ بها نَجيا
أتيتُك والمسائل تجتويني = ظمئتُ فجئتُ أطلب منك ريَّا
إلى عينيك أطلقت الأماني = العِذاب الطافيات جوًى عليا
تذوب النفس يا مولاي شوقا = ويبلى القلب عطشاناٌ ظميا
وأنت هنا تراوح في ثنايا = مدانا ، لا القريب ولا القصيا
دنوتَ كأن شخصك في دمانا = تكادُ تراه أنفسُنا جليا
لعلك بيننا ، ليكادُ ضافي = بهاءِك يكشف السرَّ الخفيا
لعلك في الجموع نداك يعلو = إذا الداعي هنا ذكر النبيا
أكاد أراك في مهج الحيارى = ندًى غضاً وفيضا أريحيا
كذا ونأيتَ ، يا نجما تناهى = مدًى وأضاء مؤتلقا بهيا
أظنك ما بعدت قلى ولكن = بعدنا نحن يا أملا دنيا
وقد طال البعاد أليس أضحى = النمير العذب في دمنا وبِيا
بعدنا حين أذهلنا التناسي = وألبسنا التباعد منك غيا
إمام العصر ما اتخذ الغيارى = سواك لهم إماما أو وليا
ترى أين استقر بك التناهي = وأيُّ الأرض ضمت منك فيَّا
متى سنراك يا أمل الحيارى = لأكحل من جمالك ناظريّا
أيُسعفني الزمان أراك يوما = وألمح وجهك السمِحَ الوَضِيا
وأنت تجوبُ عالمنا ويطوي = سناك مشارقَ الآفاق طيا
إذاً لبلغتُ أكبر أمنياتي = فلو تفنى العوالم ما عليّا