في الفاجعة الأليمة للتفجير الثاني لمرقد مولايَّي الإمامين العسكريين (ع) في سامراء
هوت للتُربِ أوَّاهُ = وشقَّت جيبها الآهُ
جمعنا الصبرَ في عُصُرٍ = وفي يومٍ فقدناهُ
لشاخصتين قوَّضتا = على قبرٍ رُزِئناهُ
وكان القبرُ قافيةً = لبيتٍ شادهُ اللهُ
وكان لفرطِ هيبتهِ = تدورُ الشمسُ إياهُ
وكان بهاءُ قبَّتهِ = كتاباً ما قرأناهُ
وكان لأحمدٍ صرحاً = به قد حلَّ شبلاهٌ
وكان لمرقدِ الهادي = يقومُ ويسجدُ الجاهُ
وكان وكان يا قلبي = فقل لي كيف تنعاهُ
أتدري التبرَ يا قلبي = تراباً قد تركناهُ؟
تهاوى الصرحُ يا قلبي = فقل لي أين مبكاهُ
وأين خزانةُ النجوى = وأين مُنايَ ألقاهُ
وأينَ البابُ والأعتا = بُ والشبَّاكُ يا آهُ
أهل في جُرحِنا الثاني = نجيعاً ما نزفناهُ
وهل أبقت لنا البلوى = وريداً ما قطعناه
فلا نجوىً لنا إلاَّ = لنا اللهُ ... لنا اللهُ
لنا من غاب عن مقلٍ = وعينُ اللهِ ترعاهُ
لنا المحجوبُ في سفرٍ = سُحِقنا حولَ مسراهُ
لنا أملٌ أدارَ على = يدِ الشكوى عطاياهُ
فأنَّت ترسلُ الآلا = مَ علَّ النوحَ يلقاهُ
فيخبرَهُ بما نلقى = ويحملُ من حناياهُ
لنا شعلاً نذيبُ بهِا =ظلاماً طالَ ممشاهُ
لنخبرَهُ بأن لنا = سروراً قد نسيناهُ
وأن لنا بصارِمهِ = مصاباً ما سلوناهُ
وأن لنا لدمعتهِ = عتاباً ما قطعناهُ
متى يأتي؟ متى يأتي؟ = متى يا سُحبُ ملفاهُ
لننبئهُ بمدمعنا = لنا سرٌّ كتمناهُ
وكلُّ عِداكَ تدريهِ = وعزّاً ما أذعناهُ
وبين يديكَ نرهقهُ = صعوداً صاحَ مرقاهُ
يضيعُ العبدُ يامولا = يَ إمّا غابَ مولاهُ
فهب للنصرِ بتَّارٌ = وأنا قد كسرناهُ
فأين الثأرُ يا مولايَ = وكيفَ تقرُّ لولاهُ
نراكَ أخذت عُدَّتهُ = وفي يسراكَ يُمناهُ
فخذ باباً ومسمارً = وجسماً ذابَ متناهُ
ووجهاً ظلَّ محمرّاً = ويرعُفُ فيهِ قِرطاهُ
وخذ حبلاً به جُرَّ ال = وصيُ على وصاياهُ
وخذ طستاً بهِ كبدٌ = لمن قد ذاب جنباهُ
وخذ طفلاً بمنحرهِ = أقام السهمُ مبكاهُ
وخذ بدراً بلا مُقلٍ = هوت للتربِ كفَّاهُ
وخذ حِنّاءَ عِرِّيسٍ = وشاحُ النزفِ وشَّاهُ
وخذ سهماً به قلبُ ال = غريبِ أراح مسراهُ
وخذ حجراً بهِ رُضِخَ ال = وحيدُ على مُحيَّاهُ
وخذ رمحاً بهِ رأسَ ال = حسينِ الكُفرُ علاّهُ
وخذ من تُربِ سامِرَّا = فُتاتَ القبرِ وانعاهُ
وقل هذا رمادٌ من = هُ حقِّيَ سوفَ أُعطاهُ