كتبتك بالأشواق عشقا يذوّب = فأمست حدودي في حدودك تغرب
وحبريَ كاللون المعتق لوحة = يمازج فيها الضوءَ والعشقَ كوكب
سكبت عليها الوقتَ بين مشاعري = فبعضي آمال وبعضي مطلب
وطأت بساط الشعر فانداح في فمي = يلملم ذاتي والمسافات تنضب
فلما تلوت العشق في وجه شاعر = وشبت نجوم في مدى الشعر تطرب
تعشقتُ بوح الطين بين جوانبي = سؤالا بحجم الكون يصحو و يلهب
يعبأ سطر الروح عشقا بمسرحي = يأمّل في فيض الخيالات يركب
يذوّق ثغر الوقت من قمح كأسه = سنابل أشعار من الحب أعذب
تخيّلَ في الأغصان حلمَ يراعه = فمن أين تأتى ضفة الفجر يقرب
يذوّب للأصداء سمعا مرفهً = وألحانه بالقلب عشقٌ مُذوّب
وقد ينتهي في غابر الحلم وقته = ووقت يقين الذات للذات مكسب
كذا الشمس في سكك النهار حقيقة = ولمعُ سناها بالعيون مجرب
تُسيل إلى الدنيا اتساعا بفجرها = فتسكب للتحنان ما الفجر يسكب
وجدول ثغر الصبح عند انبلاجه = يرفّ بكأس الشوق نبضا يحبب
كأن المعين الصافيات بكفه = مرايا تسيل الفكر وقدا يعذب
يقود به للشمس وجها مشعشعا = ويضفي بذات الصبح نهرا يصبب
لأنثر في همس الحوار حدائقا = توحد أشتاتي هوى حين تطرب
فعدت وأنصافي تلملم رغبتي = على الأمل الملقى تضاء وتحجب
تغني بها الأرجاء وحي سعودها = على مسرح الشمس الحقيقة تنصب
فتشتهي خفق الدرب في عمق لذة = و رُبّ اشتهاء يكنز العطف يخصب
فهذي كؤوس الحب بالروح أهرقت = مصابيح أفراح إلى الحزن تذهب
ليأنس طفل الشعر في خفقانه = فيودع بالأعمار ما الحب يوهب
ُتكاثر في عيني المشاعر يقظة = فتملكُ أبعادي انتشاء و تسلب
وثغرا له الأقمار خرّت ببرجها = سجودا وعين الأفق شكرا تثوب
إذا ما بدا "العباس" في فلك مولد = تناثر طهر النور فالشمس تحجب
هو النبع للأضواء والشمس جدول =يسيل لها مجرى على الكون يُضرب
تمايُلُ فيه الماء إذ صار معبرا = يندي جفاف الأرض شوقُ مرحّب
فلاحَ على الآمال يرسمُ ثغرها = إلى الآن بالأزمان مازال يُعشب
فآويت للذكرى ووجه خليتي = به إرتعاشاتٌ من العشق تعذب
على ثغر شعبانَ الرقيق ملامح = يقسّمها فوق التعابير مذهبُ
كطبع مع الألوان يرسم خفقها= وفيها تلاوين من القربِ ُتشرب
وصوت خيول التوق توقظ غفلة = على صحو يوم حيث قلبك ينسب
فتشحنني الإنسان رشفة لحظة = ُتشدّ سناء في القباب تذهّب
سناكَ ليستهوي القلوب غواية = فيودع عشقا في الحكايات يكتب
لأن ضيا العباس من وجه حيدر = شعاع وذاك النور بالعرش يحسب
أبا الفضل والأبواب أنهار منية = كما عند باب الأنبياء توجّب
وكم ذا نؤملُ في قراك لفقرنا = وفيك محاريبٌ إلى الآل تطلب
مناقب أشهى من جنان وجنة = فأنت بها عطر وطهر مطيب
فشوّقت فكري كي يعيك مساجدا = تشدّ الضمير الحي لله يرغب
ووجه بيوم الطف يوفي لفرضه = لأنه أوفى الأوفياء وأرحب
فكلا ولا أنسى كفوفا تقطعت = فداء حسين والعقيدة تطلب
سلام على العباس في أرض كربلا = وكف الدماء الحمْر حيث تصبّب
سلام على العباس وهو ملازم = حسينا على أزمانه متوثب
سلام على العباس نهر حكاية = على ثغر عشق ٍ حين ترويه زينب