في مدح آل البيت (ع) من أرجوزته الكاملة
عبد السلام بن رغبان الكلبي (ديك الجن)
إنَّ الرَّسُولَ لَم يَزَلْ يَقُولُ = و الخَيرُ ما قالَ به الرَّسُولُ
إِنَّكَ مِنِّي يا عليٌّ الأَبي = بحيثُ مِنْ موساه هَارونُ النَّبي
لكِنَّهُ ليس نَبيٌّ بَعْدِي = فَأَنْتَ خَيْرُ العَالَمينَ عِندي
و أَنْتَ مِنِّي الزِّرُّ مِن قَمِيصي = و مَا لِمَن عادَاكَ مِنْ مَحِيصِ (1)
و أنتَ لي أَخٌ و أَنْتَ الصِّهْرُ = زَوَّجَكَ الَّذِي إِلَيهُ الأَمْرُ
رَبُّ العُلى بفاطِم الزَّهْراءِ = ذَاتِ الهُدَى سَيِّدَةِ النِّسَاءِ
أَوَّلُ خَلْقٍ جاءَ فيها خاطِبا = عَنْكَ إِلَيَّ جائِياً و ذاهِبا
و قالَ: قَد قَضَى إِلهُكَ العَلي = بِأَن تُزَوِّجَ البَتُولَ بِعَلي
فَزَيَّنَ الجَنَّاتِ أحلى زينة = و اجتَلَتِ الحور على سَكينة
و لاحَتِ الأَنوارُمنه السَّاطِعَه = و صَفَّ أَملاكَ السَّماءِ السَّابِعَه
و قُمتُ عَن أَمرٍ إِلهي أَخطُبُ = فيهم و أَعطاهُم كَما قد طَلَبُوا
ثُمَّ قَضَى اللهُ إلى الجِنانِ = أَنْ يُجتَنى الداني مِن الأَغصانِ
فأَمطَرَتهُم حلَلاً و حليا = حَتَّى رَعَوا ذَلِكَ مِنهَا رَعيا
فَمَن حَوَى الأَكثَرَ مِنهُنَّ افتَخَرْ = بِالفَضْلِ فِيما حازَهُ عَلى الأُخَرْ
فَرُدَّ مَن يَخْطُبُ فَاللهُ قَضَى = بأَن تَكُونَ زَوجَةً لِلمُرتَضَى
و قَد حَبَاني مِنْكُمُ السِّبطَينِ = هُما بِحلي العَرشِ كالقُرطَينِ (2)
فالحَمدُ للهِ على ما قَد حَبا = لِخَمسَةِ الأَشباحِ أَصحابِ العَبا (3)
هُمُ لِمَنْ والاهُمُ أَمَانُ = إِذ كَانَ فيهِمْ يَكمُلُ الإِيمانُ
و هُم يَدُعُّونَ الذي لهم قلى = للنَّارِ دَعَّاً حَيثُ كانَ المُصطَلى (4)
و هُم هُداةُ الخَلْقِ للرَّشادِ = و الفَوزُ في المَبدإِ و المَعادِ