فديت بمهجتي الهادي الأمينا = إمام الأنبيا و المرسلينا
رسول الله خير بني قصيٍّ = و خير الناس طرّاً أجمعينا
و شافعنا بيوم الحشر حقّاً = و لو كنا عصاةً مذنبينا
إذا جئنا بذاك اليوم نعدوا = جميعاً للحساب و قد دعينا
أبا الزهراء خير الخلق إنا = إليك و حق ربّي ملتجينا
ألا فاشفع لنا يا خير هاد = فأنت ملاذنا إما دهينا
فنسألك النجا من حر نار = لها لهب يروع الناظرينا
إذا حشر الأنام و كل فردٍ = ينادي يا أمان الخائفينا
فأنت لنا غداً ملجاً و منجىً = فدونك يا شفيع المذنبينا
و أنت حبيب ربك و المرجّى = و أنت هناك خير الشافعينا
فيا أسفي و حق لنا التعازي = عليك و حقنا نبدي الحنينا
قضيت فهذه الدنيا ظلام = فأنت النجم تهدي السائرينا
و أنت البدر في ظلم الدياجي = يضيء بنوره للسالكينا
فيالله يوم مت فيه = دهتنا ظلمة و به شجينا
وعجت يثرب و لها ضجيج = و من عظم الأسى أنّت أنينا
تخال سفينة في لج بحر = به الأمواج تكتنف السفينا
و قد ماجت بالبها جميعاً = و قد هرع البرايا معولينا
لفقد نبيهم يبكون حزناً = بحرقة مهجة و يولولونا
عجيج الثاكلات عليه عجّوا = و راحوا بالبواكي نادبينا
فلهفي للبتول و هي تدعو = و مدمع عينها قرح الجفونا
تنادي: يا أبي عدنا يتامى = بُعَيدك و اشتفى الأعداء فينا
و قوض سعدنا و بدا علينا = الأسى فاليوم بعدك قد دهينا
ألا يا والدي مذ غبت عنا = بنا قرّت عيون الشامتينا
سأبكي بالدموع عليك دوماً = و أتخذ العزا حيناً فحينا
رسول الله يا خير البرايا = و سيد بدوها و الحاضرينا
مصابك قد أصاب لنا حشانا = و أفظع ما به أبداً دُهينا
عليك صلاة ربي ما تراءت = نجوم في الدجى للناظرينا
و آلك سادة الدنيا جميعا = أئمتنا الكرام الطاهرينا