شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذكرى الإمام الصادق (ع)

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
2611
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/04/2010
وقـــت الإضــافــة
12:03 مساءً

ذكرى الإمام الصَادق (ع)

** *** **

ذِكْرَاكَ فينا ثورةٌ تتجَدَّدُ
ولهاثُ قافلةٍ، تَلبَّدَ أُفْقُهَا
ومجالُ دنياً كنتَ تُلْهِبُ روحَها
وصراعُ أجيالٍ تمرّدَ عندَها
ترنو إليكَ وأَنتَ في أَلَقِ الضُّحى
مَن أَنْتَ، والتَّاريخُ يجريْ لاهثاً
مَن أَنْتَ: والدُّنيا تَسَاؤُلُ حِيْرةٍ
ومجالُ روحِكَ عَالَمٌ افاقُهُ
** *** **
ذكراكَ: إنَّ على سَمَائِك لوحةً
لَوَّنْتَهَا بالطُّهرِ يُمْرِعُ أُفْقَهَا
وَبَعَثْتَ فيها الفجْرَ ينشُرُ فَوْقَها
وَحَشَدْتَ فيها النُّوْرَ يَصْرَعُ زهوُهُ
ورأيتَ كيف الدينُ يصبحُ لعبةً
أَلدِّينُ ما بعثَ الحياةَ عقيدةً
والدِّينُ قانونُ الحياةِ يشدُّهُ
تَثِبُ الحضارةُ من حنايا روحِهِ
يسمو فَتَنْهَلُّ العدالةُ رحمةً
وإِذا الشعوبُ أُخوَّةٌ ومحبَّةٌ
** *** **
هذا هو الدِّينُ الصحيحُ عزيمةٌ
يتلمَّسُ القلبَ الجريحَ كأَنَّهُ
ويعودُ للفلاحِ، يَحْرِثُ أَرضَهُ
ويُحِسُّ بالمِحَنِ الثِّقَالِ يعيشُها
عُرْيَانُ مِنْ مِتَعِ الحَيَاةِ كَأَنَّما
قَلِقُ المصيرِ، يَخَالُ كُلَّ غَمَامَةٍ
وَيَوَدُّ لو ثارَ الجحيمُ فَضَمَّهُ
ذكراكَ ما الذِّكرى خَيَالٌ جَامِحٌ
ذِكراكَ، رُجعىً للزَّمانِ تُعيدُهُ
صُوَرٌ مِنَ الماضي يَفِحُّ بأُفْقِهَا
يجريْ فلا صَوتٌ يَرِنُّ لِوَاثِبٍ
ويعيشُ سفَّاحُ الشعوبِ وَخَلْفَهُ
يَئِدُ المبادِى‏ءَ كيفَ شاءَ، وإِن يَشَأْ
والمالُ للطَّاغينَ خَيْرُ تِجَارَةٍ
يَهميْ، فَتَنْهَلُّ الشِّفاهُ مدائِحاً
والشِّعرُ في مَرَحِ القصورِ ولهوِها
ويُحَمْحِمُ التاريخُ ثمَّةَ إنَّهُ
لكنَّما الأهواءُ في افاقِهِ
** *** **
وتَثَاءَبَ التَّاريخُ إِنَّكَ شِدْتَهُ
فراكَ في أَلَقِ الإِمامة بِاعثاً
لَمَسَتْ يداكَ الدَّاءَ يَنْبِضُ عِرْقُهُ
ورأيتَ كيفَ يعيشُ شعبٌ خَاملٌ
فَبَعَثْتَ روحَ العِلْمِ في أجْوَائِهِ
والعِلْمُ إيقاظُ الشعوبِ يَشُدُّها
والعِلْمُ إِحساسُ النفوسِ بيقظةٍ
أمْرَعْتَهُ بالطيِّباتِ.. خلائقٍ
وطهارةٍ تَهمي فَيخْصِبُ بالهدى
ماذا أُصَوِّرُ من حياتِكَ إِنَّها
مولايَ يا أَلَقَ الإمامةِ ترتمي
أَنَا إِنْ ذَكَرْتُكَ فالقَوَافيْ في دَمي
ماذا يَقُولُ المُرْجِفونَ إِذا بَدَتْ
فَسَنَسْتَعيدُ بها طُموحاً جَامِحَاً
وَنُمَزِّقُ النُّظُمَ الدَّخيلةَ يحتمي
ونعيدُهُ دِيْنَاً يَرِفُّ لِوَاؤُهُ
تَتَوَاثبُ الاياتُ مِنْ قُرانِهِ
والحقُّ سوفَ يعودُ هَدَّاراً فلا
** *** **
يا أُمَّتي، طَلَعَ الصَّبَاحُ وأَنتِ في
سَكِرَتْ لَيَالِيَكِ الطِّوَالُ فَلا يُرى
أَكَذَا تَسيرُ بِكِ الحَيَاةُ لِشَاطِى‏ءٍ
والكونُ يَسْتَبِقُ الدُّهورَ لِنَهْضَةٍ
سِيْريْ فَدَرْبُكِ لا يَزالُ كَمَا بَدَا
وَتَنوَّرِيْ بالذِّكْرَيَاتِ تُعِيْدُهُ
والذكرياتُ صدى الحياةِ لأُمَّةٍ
ولَدَيكِ في طُهْر الجِهَادِ أَئِمَةٌ
فَتَرَسَّميْ خُطُواتِهِمْ فَحَيَاتُهُمْ
يَجري به نحوَ العروشِ مُهَرِّجٌ
يُرضيْ طموحَ الحاكمينَ، كأنَّهُ
فمضيتَ تَطَّرِحُ الشوائبَ صارخاً
** *** **
لِلْفِكْرِ تَسْتَبِقُ العصورَ فتخلُدُ
بالموحشاتِ فَتَاهَ عنها المقصَدُ
بالنُّورِ يُشْرِقُ مِنْ هُداكَ فَيَصْعَدُ
فِكْرٌ يناضلُ للحياةِ ويُرْعِدُ
سرٌّ يغورُ، ومشعلٌ يتوقَّدُ
ليرى سناكَ، وغورُ روحِكَ يبعُدُ
وظِلالُ فَجْرِكَ رَوْعَةٌ وَتَجَرُّدُ
سرُّ السماءِ تغورُ فيه وتَنْجُدُ
للدينِ، تُوضِحُ نهجَهُ وتُسَدِّدُ
خِصْبَاً، تَرِفُّ على جَنَاهُ الأكْبُدُ
إطلالةَ النُّعمى لِيَهنأَ مُجْهَدُ
وَجْهَ الدُّجى القاسيْ، يَشِعُّ وَيُرْشِدُ
بيدٍ تُحَرِّفُهُ وأُخرى تُلْحِدُ
ويسيرُ فيه لدى الطغاةِ مُقَلِّدُ
مالٌ يُرادُ الربحُ منهُ ويُنْشَدُ
بالمُرْجِفينَ بما يقولُ »مُحَمَّدُ«
تحسو اللظى الدَّامي لِيَعْذُبَ مَوْرِدُ
وحيٌ باياتِ الإِخاءِ مُوَحِّدُ
كتواثبِ البركانِ إذ يَتَمَرَّدُ
مِنْ روحِهِ ويفيضُ بالنُّعمى غَدُ
ويدٌ على التقوى تُصافِحُها يدُ
** *** **
تُردي الطُّغَاةَ وخَافِقٌ يَتَنَهَّدُ
اسٍ يُرَوِّضُ جُرْحَهُ ويُضَمِّدُ
ثَمَراً تفايضَ مِنْ جَناهُ العَسْجَدُ
شَعْبٌ شقيٌّ في البلادِ مُشَرَّدُ
دربُ الحياةِ لديهِ أُفْقٌ أَسْوَدُ
ظِلاً يَفي‏ءُ بهِ، وَوِرْداً يُسْعِدُ
ليغيبَ فيهِ كِيَانُهُ المُتَمَرِّدُ
يلهو بهِ فِكْرٌ وَيَطْرَبُ مُنْشِدُ
صُوَرَاً تَطوفُ بحاضرٍ يَتَبَدَّدُ
لَهَبُ الدَّمِ العَلَوِيّ وَهْوَ مُهَدَّدُ
نحو الطُّغَاةِ ولا دُعاةٌ تَنْجُدُ
زُمَرٌ تَعُبُّ مِنَ الدماءِ وَتَسْجُدُ
ديْناً، فخلفَ السِّتْرِ دِيْنٌ يُولَدُ
يُدنيْ بها هذا وذاك يُبَعِّدُ
بالعرشِ: إِنَّ العرشَ ربٌّ يُعْبَدُ
العاري، يُسَبِّحُ خاشعاً وَيُمَجِّدُ
يدري، بمن خلفَ الستارِ يُعَرْبِدُ
تُمليْ عليهِ حديثَهُ وتُقَيِّدُ
** *** **
دنياً بما يُوحي الضَّميرُ تُشَيِّدُ
روحَ الحياةِ، بما يَرِقُّ ويُرْشِدُ
بالجهلِ يُخْمِدُ عَزْمَهُ وَيُجَمِّدُ
من رَقْدةٍ تَئِدُ الضميرَ فَيَرْقُدُ
نوراً يَشِعُّ وعزمةً تتوقَّدُ
للنُّورِ يُشْرِقُ في الحياةِ فَتَسْعَدُ
يَطَأُ الطغاةَ جحيمُها، وَيُهَدِّدُ
بيضٍ، وَتَقْوىً بالجهادِ يُخَلَّدُ
عَقْلٌ ينوِّرُهُ الولاءُ مُجَرَّدُ
دنياً يَتِيهُ بها خيالٌ مُجْهَدُ
في ظِلِّهِ النُّعْمى ويحلو المَوْرِدُ
ذِكرىً تثورُ، وَلَوْعَةٌ تَتَمَرَّدُ
ذِكْرَاكَ لحناً في النفوسِ تُرَدَّدُ
يَطغى فَيُلْهَبُ فيهِ أُفْْقٌ مُرْبِدُ
فيها الطُّغاةُ، وَيَنْعَمُ المُسْتَعْبِدُ
حُرَّاً يساوي العبدَ فيهِ السَّيِّدُ
شُعَلاً تَأَلَّقُ بالحَيَاةِ وتُوْقِدُ
شعبٌ يُضَامُ، ولا حقوقٌ تُجْحَدُ
** *** **
حَلَكِ الدُّجى رَكْبٌ، تَخَلَّفَ، مُجْهَدُ
في الأُفْقِ، إِلاَّ فَاجِرٌ ومُعَرْبِدُ
حُرٍّ، يَموجُ النُّورُ فيهِ فَيَرْفِدُ
تَسموْ فَيُشْرِقُ في سَماها الفَرْقَدُ
سَمْحَاً يُنَضِّرُهُ العُلى والسُّؤْدَدُ
نَضِرَاً وتُبدِعُ منهُ روحاً تَخْلُدُ
تَتَرَقَّبُ الأَضواءَ إِذ تَتَحَشَّدُ
ساروا على سُنَنِ العُلى واسْتُشْهِدوا
نورٌ تُوجِّهُهُ السَّمَا وَتُجَدِّدُ
Testing