في أهل البيت (ع) كما في سورة الدهر
طلايع بن رزيك
في أهل البيت (ع) كما في سورة الدهر
إن الأبرار يشربون بكأسٍ=كانَ حقاً مِزاجُها كافوراً
ولهم أنشأ المُهيمِنُ عيناً=فَجَّروها عَبادُه تَفجيراً
وهَداهم وقَل يُوفُون بالنَّذْرِ=فَمَن مثلهم يُوفي النُّذُورا
ويخافون بَعد ذلك يوماً=هَائلاً كانَ شَرُّه مستطيراً
يطعمون الطعام ذا اليُتْم والمِسكِين=في حُبِّ رَبِّهم والأسِيرا
إنَّما نُطعمُ الطعام لِوَجه=الله لا نَبتَغِي لَديكُم شكوراً
غير أنَّا نخاف من رَبِّنا يوماً=عَبوساً عَصبْصَباً قَمْطريراً
فَوقاهُم الهمَّ ذلكَ اليوم=يَلقونَ نضرةً وسُرُوراً
وجَزاهُم بأنَّهم صَبَروا=في السرِّ والجَهر جَنَّة وحَريراً
مُتَّكئين لا يَرَون لدى الجنة=شَمساً كَلاَّ وَلا زَمْهَريراً
وعليهم ظلالها دانياتٌ=ذُلِّلَت في قُطوفها تَيسيراً
وبأكوابِ فِضَّةٍ وقواريرَ=قَواريرَ قُدِّرَت تقديراً
ويطوفُ الوُلدان فيها عليهم=فَيخالون لُؤلؤاً مَنثوراً
بِكؤوسٍ قد مزجت زَنْجَبيلاً=لَذَّة الشاربين تُشفِي الصُّدورا
ويُحَلَّون بالأساورِ فِيها=وَسَقاهُمُ رَبِّي شَراباً طَهوراً
وعليهم فِيها ثيابٌ من السُّنْدُسِ=خُضر في الخُلد تَلمع نوراً
إنَّ هَذا لكم جَزاءٌ مِن الله=وَقد كَان سَعْيُكُم مَشكوراً