إن شئت تنجو غداً = من حرِّ نار الجحيمْ
في الأربعين اقصدن = سبط النبيِّ الكريمْ
زيارةُ الأربعينْ = علامة المؤمنينْ
قد زاره جابرٌ = والدمعُ مثل المَطَرْ
حتى أقام العزا = بل ناح حتى احتضر
ثم التقى بالذي = حزناً حشاهُ استعر
أعنى إمام الهدى = زينَ العبادِ الأغرْ
أعظم بهذا اللقا = بعد المصاب الأليمْ
ناحا إلى أن سقى = دمع العيون الأديم
تعانقا بالأنين = وحُرْقةِ الفاقدين
ناداه ياجابرٌ = قد ذبَّحُوا إخوتي
بل كلُّ أهلي قضوا = ظمأى فيا حسرتي
لم يكفهم ما جرى = حتى سَبَوا نسوتي
للشام في ذلةٍ = سيقت بلا رحمةِ
أوّاهُ مما جرى = ما ذنبُ هذي الحريمْ
حرمات خير الورى = صارت بدار اللئيم
بناتُ طه الأمين = تُسَاق للظالمين
قد جئتُ أحيي العزا = والرأسُ في محملي
رأس ابن خير الملا = والمصطفى الأكملِ
قد كان في ركبنا = فوق القنا يعتلي
يرنو بعينيه إذ = أمرَ اليتامى يلي
لكنه أحمرٌ = لم يَبْقَ عضوٌ سليم
بل أشعثٌ أغبرٌ = يا للمصاب العظيمْ
فُجُدْ بدمعٍ سخين = وكن مع الزائرين
ثم اعتنت زينبٌ = إذ ناشدت باكية
ما حالُها جثّةٌ = مطروحةٌ عارية
إذ جاء هذا الندا = قد أودعت دامية
في اللحد لكن غدت = أكفانُها بارية
والعرشُ حزناً بكى = فالخطب صعبٌ جسيم
وللإله اشتكى = يا رب أنت العليم
بزينبِ الطاهرين = وسيّدِ الساجدين
يا شيعةَ المرتضى = نوحوا إلى الآخرة
واسوا نبيَّ الهدى = والبضعة الطاهرة
ولتقصدوا كربلا = رغم العدا الجائرة
والله فاز الذي = أقدامه سائرة
للسبط حبّاً سَرَتْ = لا بل لدار النعيم
قِدْماً فما أدبرت = عن دربها المستقيم
فبشر السائرين = لحضرة الطاهرين