كفي قتالك إن القلب مقتول - مولد الرسول ( ص ) جعفر الجعفر - أبو علي
كُفّي قتالكِ إن القلبَ مقتولُ=أما كفاك منَ العُشاقِ تقتيلُ
ها قد جنيتِ فلا عُتبى و لا عتبٌ=لما جنيت فان العُذرَ مقبول
أما تَريني بلا نومٍ و لا شجنٍ=كاْن نومي بدمع الهمِّ مغسول
أنامُ لكن بعينٍ لا سُهادَ بها=ذِكراك متصلٌ و النومُ مفصولُ
هل غرَّك الحبُ مني غيرَ مرتحلٍ=فقلتِ هيهات ما لي عنك ترحيل
رِفقاً بصبٍ صبا عن كلِ غانيةٍ=فقلبُه في هُيامٍ الغيدِ مخذولُ
لا يا فتاتي أفيقي إنني طَرِبٌ=و الفكرُ عنكِ بحبِ الغيرِ مشغولُ
إلى اللواتي جنانُ الخُلدِ معلبُها=لا للواتي بهِنَّ المُرُّ معسول
إلى اللواتي بلا مهرٍ أعانقها=بحبِ فردٍ و ذاك المهرُ مقبول
اعني فؤادي و سمعي ذاك بل بصري=و كلُ حسيِّ على ذكراه مجبول
اعني الذي سرُّ هذا الكون في يده=ولا أغالي إذا ظلَّت أقاويل
اعني الذي الشمس و الأقمار غرَّته=وسائرُ النور من ذا النور تذييلُ
هذا هو الأصلُ للأنوار اجمعِها=فالأصلُ طه و نورُ الغيرِ منحول
صلوا على احمدٍ في يومٍ مولده=إن الصلاة لنا عزٌ و تكميلُ
يا من تشعشع نورا عند مولده=فالكونُ من نورِه الآخَّاذ مذهول
فشقَّ أفقَ السما نورٌ لهيبتِه=عمودُ صبحٍ به الأصباحُ مشغول
فاستقبلته حواري العين تحمله=كأنما الدرُّ فوق الكفِّ محمول
قل للقوابلِ لا غسلٌ يراد له=هذا الذي بيد الرحمن مغسول
قوموا انظروا رتلَ القران اجمعَه=من قبل إن يأتِ بالقرانِ جبريل
ذا أولُ الخلقِ بل اصلٌ لجوهرِه=و ذلك الخلق من معناه تأويل
هذا الذي عَِّلةُ الأكوانِ منشأه= و الكلُ من بعده شرحٌ و تحليل
هذا يدُ الرحمن قد مُدَّت لتنقذُنا=من باطلِ الشرك حيثُ الحقُ مجهول
هذا الذي أمَّ كلَ الرسلِ اجمعِهم=ذا يومُ مسراه تمجيدٌ و تهليل
نورٌ تنوَّر قبل القبلِ محتِدَه=حيث الظلامُ على الأرجاءِ مسدول
فأشرق النورُ من أنوارِ غرَّتِه=فالكلُ من نورِه ضاوٍ ومشمول
مالي خيالٌ أرى يرقى لمدحتِه=فمبلغي العجزُ و التكثيرُ تقليل
أنى أوَصِفَه أنى أمَجِده=و الفكرُ مثلي كوصفي فيه مغلول
فالوصفُ عزَّ لعينِ الشمسِ ظاهره=فكيف عن عينِ عينِ الشمس تفصيل
لكن رأيتُ بانْ أمحي شوائِبَنا= فرشحُ ذكراك عند القلب تجميل
فالذكرُ فيك كما القران ترتيلُ=و المدحُ فيك إلى الرحمنِ تهليل
صلوا على أحمدٍ في يومِ مولدِه=إن الصلاةَ لنا عزٌ و تفضيل
يا من قصدتُ إليهم لا لغيرِهمُ=فغيرُ قاصدِهم لا شكَّ مخذول
أنتم عداةَ فقيرٍ جاءَ يقصدُكم=فالخيرُ من عندِكم شافٍ و مجزول
لا تتركوني وحيداً إني رجلٌ=كلُ أتكالي على الأخيارِ موكول
هذا اعتقادي اذا ذنبي تجلَّلني=فبحرُ ذنبي بحبِ الآل مغسول
و كيفَ لا وهمُ الألبابُ سادتُنا=و أُمهمْ في سماءِ المجدِ قنديل
كواكبٌ يهتدي الساعي بهديِهمُ=و ينجلي الهمُّ لو بالهمِّ تكبيل
ماءٌ أراكم لكل الخلقِ مصدرُكم=و الخلقُ من مائِكم قطرٌ و تبليل
لاسيما جدُّهم أعني محمدَهم=ذاك الذي فيه كلُ الخيرِ مأمول
و ثاني اثنين قصدي الطهرَ حيدرةً=نفسُ النبيِ فذا بالنفسِ معدول
لولا محمدُ لا خَلقٌ ولا خُلقٌ=لولا عليٌ رسولِ الدينِ مجهول
لا لا أبالغُ لو ما قلتُ أنهمُ=هم توأمُ الدينِ همْ للدين تأويل
يَحارُ كلُ ذوي الألبابِ لو سألوا=مَن منهم فاضلٌ حقا ومفضول
فلطفُ احمدَ تبشيرٌ و موعضةٌ=و سيفُ حيدرَ إنذارٌ و تهويل
سيفٌ مِنَ اللهِ للباغين صَولتُه=تهابُ صَولته الطيرُ الأبابيل
جئنا اليك رسول الله في شغفٍ=وجفننا فيك يا ذا النور مكحول
جئنا اليك رسولَ اللهِ حادِيُنا=شوقٌ عليه منِ الأنوارِ إكليل
زِدني الهي بهِم حُباً و معرفةً=فإنني عنهمُ في الحشْرِ مسؤول
و اجعل فؤادي بحب الآلِ متصلا=قد فازَ قلبٌ بحبِ الالِ موصول
صلوا على احمد يوم في مولده=والآلُ طُراً فهم خيرٌ تكميل