قصيدة فى إبى الفضل العباس صالح علي الحداد - أبو جمال
قصيدة فى إبى الفضل العباس
أيا إبن أمير المؤمنين تحية=من القلب أزيجها وقد عظم الخطب
تذكرت يوم القاضرية حينما=أتى الغدر من حدب يسانده صوب
وقد ضاقت البيدا على آل أحمد=فاكبادهم حرا وجنبهم العذب
كانى إذ أصغى لسمع صراخهم =نساء وأطفال تروعهم حرب
وهاهو شبل المصطفى ببيانه=يذكر جيش الغدر ما أنزل الرب
ولكنه وقر أصم إذانهم=وأعماهم حقد وقد ذهب اللب
فثمة سبعون ونيف أشاوس=ودونهم الآلاف مثلهم الترب
وقد أرسلوا فى الليل وفدا وقصدهم=أبا الفضل من يوم بدى دونهم صعب
فاغروك بالدينا وبالجيش إمرة=ولم يفهموا معنى العقيدة إذ هبوا
ولكنهم قد واجهوا ليث حيدر=أبيا فلا يثنيه كر ولاكربا
فأغريتهم بالدين والخلد جازما=بإن إله الكون مادونه رب
وأن عاش فى الدنيا بنوا الناس مابقوا=فكأس الردي آتيهم وهو النخب
ولكنها الأحقاد والجهل والهوى=أظلت نفوس القوم حسبهم حسب
تناسوا تعاليم الآله وما أتى=به المصطفى طرا وما أنزل الرب
وما حركت منهم عهود أتوا بها=لسبط رسول الله قد سطرت كتب
فقد بان غدر القوم فى يوم مسلم=وقد فارق الدينا وجرعه نحب
وهاهى آلاء الرسول تحيطهم=أراذل خلق الله قائدهم كلب
وحين وجدت القوم قد صاحبوا الهوى=وأغراهم سلب وحركهم نهب
زأرت بجيش الظالمين ولم تهب=من الموت أنت الموت إذ قامت الحرب
فجند لت شجعانا من القوم فى الوغى=وإثخنتهم طعنا وآلمهم ضرب
ففروا زرافات من الموت لايروا=لهم عاصما من موقف يا له صعب
ويممت نحو الماء رغما على العدى=وهاهو قد أضحى لك البارد العذب
فهل ذقت منه شربه يا إبن حيدر=وإطفيت نار القلب إذ سهل الشرب
فما ذقت لا والله من ذاك شربة=وأطبقت لاتلوى لنفسل أو تصبو
وقد قلتها يانفس لاذقت قطرة=وسبط رسول الله عز له الشرب
يممت نحو الطالبيات حاملا=فراتا وأنت الكفؤ إذ دونك الصعب
فثار عليك القوم من كل جانب=بنبل وارماح بها مزق القرب
فقاتلتهم حتى يروا منك يمنة=ويسراك قد طارت وماهدك الخطب
إلى أن هوى فوق الجبين عموهم=إلا شل باريه وشل له القلب
فقلت سلام الله منى عليك يا=حسين فادركنى وهل تدرك الشهب
هويت إلى لرمضا وأنت مضرج=فشرفت تلك الأرض إذ طهر الترب
فهب إلى مثواك شبل محمد=فالفاك مطرحا ووجهك مخضب
وقد وضع الرأس الخضيب بصدره=وسال من العينين لؤلؤها الرطب
وقال لقد كنت العمود لخيمتى=وكنت حزامى حين داهمنى الخطب
فحولت عن قصد لرأسك قائلا=دع الموت يطوينى وتحطننى الترب
لأنى أخشى أن تكون نهايتى=على صدر نجل المرتضى ذلك الرحب
وأنت تلاقى الموت فى ساحة الوغى=وحيدا فلا أخ لديك ولاصحب
وإسلمت للرحمن روحك بعدما=قهرت العدى طرا وسادهم الرعب
وسجلت فى التاريخ للحر موقفا=بمبدئه يحيى أو الموت والعطب