حبّ الوصيّ جريمتي
محمد عبدالله الحدب
جدَلٌ يَدُورُ وَيَظْهَرُ = بَيْنَ الْمَحَافِلِ يَكْثُرُ
حَيْثُ الْمَذَاهِبُ عِدَّةٌ = لِمَنِ الْحَقِيْقَةُ تَظْهَر
قَالَ النَّبِيُّ وَقَوْلُهُ = حَقٌّ جَلِيٌّ جَوْهَرُ
بَعْدِيْ سَتُصْبِحُ أُمَّتِيْ = سَبْعِينَ بَلْ هِيَ أَكْثَرُ
لا تَنْجُوْ إِلاَّ فِرْقَةٌ = أَمَّا الْبَقِيَّةُ يَخْسَرُوا
فِرَقُ الضَّلالِ تَكَاثَرَتْ = وَالْحَقُّ لَمْ يَكُ يُنْكَرُ
أَيُّ الطَّوَائِفِ يَا تُرَى = تَنْجُوْ وَمَنْ تَتَعَثَّرُ
هَاكَ أُخَيَّ قَصِيْدَتِيْ = عَنْ مَذْهَبِيْ هِيَ تُخْبِرُ
شِعْرِيْ بَلِيغٌ نَهْجُهُ = وَفِي الْحَقِيْقَةِ يُبْحِرُ
مَا كُنْتُ أَرْوِيْ حَادِثًا = إِلاَّ الأَدِلَّةَ أُظْهِرُ
نَحْنُ نُجِلُّ مُحَمَّدًا = وَبِآلِهِ نَسْتَبْصِرُ
وَلَسْنَا نَقُوْلُ كَقَوْلِكُمْ = دَعْنِيْ أَقُولُ وَأُخْبِرُ
مَوْلايَ يَا خَيْرَ الْوَرَى = أَنْتَ النَّبِيُّ وَتُهْجَرُ
لِلسِّحْر قَالُوْا سَاحِرًا = زِعِمُوْا بِأَنَّكَ تَسْحَرُ
قَالُوْا بِأَنَّكَ شَاعِرٌ = وَمَا يَنْبَغِيْ لَكَ تُشْعِرُ
وَهَذَا الْكِتُابُ بِآيِهِ = أَنْتَ النَّذِيْرُ الْمُنْذِرُ
وَبِوَصْفِكَ الْحَقُّ أَتَى = وَالذِّكْرُ رَاحَ يُكَرِّرُ
عَظُمَتْ خِصَالُ مُحَمَّدٍ = جَلَّ الإِلَهُ مُصَوِّرُ
كُلُّ النَّبِيِّينَ أَتَوْا = وَلِحُبِّكُمْ قَدْ أَظْهَرُوْا
خُتِمَتْ بِكَ أَدْيَانُهُمْ = وَبِكَ الْمَسِيْحُ يُبَشِّرُ
قَالَ النَّبِيُّ وَقُلْتُمُ = إِنَّ النَّبِيَّ لَيَهْجُرُ
مَا كَانَ يَنْطِقُ عَنْ هَوَىً = عَنْ ذِيْ الَجَلالَةِ يُخْبِرُ
وَلَقَدْ نَبَذْتُمْ قَوْلَهُ = وَلَهُ الْفَصَاحَةُ جَوْهَرُ
أَوْصَى يَقُولُ بَعِتْرَتِيْ = فَتَمَسَّكُوْا كَيْ تُؤْجَرُوْا
وَلَقَدْ وَضَعْتُمْ سُنَّتِيْ = وَلآلِهِ تَسْتَنْكِرُوْا
دَعْنَا نُرَاجِعُ أَمْسَنَا = يَوْمَ الْغَدِيْرِ أَتُنْكِرُوْا
وَلَقَدْ رَوَتْهُ صَحَابَةٌ = خَبَرٌ غَدَا مُتَوَاتِرُ
فَالْوَحْيُ قَدْ أَتَى مَرْسَلاً = بَلِّغْ فَإِنَّكَ تُؤْمَرُ
وَاللهُ يَمْنَعُ بَأْسَهُمْ = وَهُوَ الْعَلِيُّ الْقَادِرُ
وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ فَاعِلاً = مَا كَانَ دِيْنُكَ يَظْهَرُ
وَقَفَ النَّبِيُّ مُجَاهِرًا = وَالْكُلُّ يَسْمَعُ يُبْصِرُ
نَادَى الَّذِيْنَ تَقَدَّمُوْا = حَثَّ الَّذِيْنَ تَأَخَّرُوْا
جَمَعَ الْجُمَوْعَ أَمَامَهُ = وَحَرُّ الْهَجِيْرَةِ يَصْهَرُ
بِغَدِيْرِ خُمٍّ نَاصِبًا = فَوْقَ الْبَعَائِرِ مِنْبَرُ
مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَذَا = مَوْلاهُ بَعْدِيَ حَيْدَرُ
يَا رَبِّ وَالِيْ وَلِيَّهُ = وُكُنْ لِحَيْدَرِ نَاصِرُ
فَهُوَ الْخَلِيْفَةُ نَهْيُهُ = نَهْيِيْ وَأَمْرِيَ يَأْمُرُ
فَأَتَاكَ مِنْ رَبِّ الْعُلا = قَوْلاً يَجِلُّ وَيُخْبِرُ
ذَا الْيَوْمَ أُكْمِلَ دِيْنُكُمْ = وَبِهِ النَّعَائِمُ تَظْهَرُ
مَوْلايَ يَا لَيْثَ الْوَغَى = مَا كَانَ شَخْصُكَ يُنْكَرُ
قَدْ بَايَعُوْكَ وَحِقْدُهُمْ = بَيْنَ الضَّمَائِرِ يُضْمَرُ
هَذَا يَقُوْلُ بَخٍ بَخٍ = وَمُفَاخِرٌ بِكَ آَخَرُ
مِنْ بَيْنِ أَحْقَادٍ بِهِمْ = رَجُلٌ أَتَى يَسْتَنْكِرُ
إَنْ كَانَ هَذَا وَاجِبًا = دَعْهَا حِجَارًا تُمْطِرُ
مَا كَانَتْ إِلاَّ لَحْظَةً = وَإِذَا بِهِ يَتَعَفَّرُ
أَمَا شَاهَدُوْا مَا شَاهَدُوْا = لَكِنَّهُمْ يَسْتَنْكِرُوْا
حَتَّى إِذَا قُبِضَ النَّبِيْ = بَدَتْ الضَّغَائِنُ تَظْهَرُ
قَدْ أَحْرَقُوْا بَابًا لَكَمْ = وَلِلْبَتُوْلَةِ يَعْصِرُوْا
قَدْ أَسْقَطُوْهَا جَنِيْنَهَا = وَهِيَ الْبَتُوْلُ الْكَوْثَرُ
قَتَلُوا الْوَصِيَّ بِفَرْضِهِ = وَدَمَ الْقَدَاسَةِ فَجَّرُوْا
وَبِسُمِّهُمْ قَتَلُوا الزَّكِيْ = وَلَهُ الْحَشَاشَةَ فَطَّرُوْا
قَتَلُوا الْحُسَيْنَ وَآَلَهُ = وَبِقَتْلِهِ قَدْ كَبَّرُوْا
كُلُّ الأَئِمَّةِ قَدْ قَضَوْا = مِنْ جَوْرِهِمْ مَا أَنْكَرُوْا
مَنْ ذَا أَصَابَ فَأَجْرُهُ = أَجْرَانِ هَكَذَا قَدَّرُوْا
أمَّا الَّذِيْنَ أَخْطَأُوْا = أَجْرًا وَحِيْدًا يُؤْجَرُوْا
أَبَعْدَ الْحَقَائِقِ كُلِّهَا = نَحْنُ الَّذِيْنَ نُكَفَّرُ
سَبُّ الصَّحَابَةِ عَنْدَنَا = فَكَمَا زَعِمْتُمْ مَظْهَرُ
مَا تِلْكَ إِلاَّ كِذْبَةٌ = كُتُبَ الضَّلالِ تُسَطِّرُ
هَلاَّ وَقَفْتُمْ وَقْفَةً = وَبِقَوْلِكُمْ تَتَفَكَّرُوْا
نَحْنُ نُجِلُّ صَحَابَةً = أَمَرَ النَّبِيْ ائتمروا
وَلَسْنَا نَقُوْلُ صَحَابَتِيْ = مِثْلَ النُّجُوْمِ فَقَرِّرُوْا
بِأَيٍّ بِهِمْ تَتَمَسَّكُوْا = سُبُلَ الْهِدَايَةِ تُبْصِرُوْا
إِنَّا بِآلِ مُحَمَّدٍ = مُتَمَسّكُوْنَ وَنَفْخَرُ
مَاذَا أَقُوْلُ وَإِنَّنِيْ = عِنْدَ الْحَقِيْقَةِ أَكْفُرُ
إِنِّيْ لأَعْلَمُ أَنَّهَا = بَيْنَ الْحَنَاجِرِ تَعْثُرُ
الْحَقُّ أَصْبَحَ عَلْقَمًا = كَمْ وَاحِدٍ لَهُ يُنْكِرُ
وَالْمُلْكُ أَصَبَحَ غَايَةً = وَبِهِ اللِّئَامُ تَأَمَّرُوْا
شِيْعِيُّ أَبْقَى مُوَالِيًا = سَوَاءً رَضُوْا أَمْ كَفَّرُوْا
فَإِذَا كَفَرْتُ بِرَأْيِكُمْ = فَلِمَ أُسَبُّ وَأُهْجَرُ
هَبْنِيْ كَفَرْتُ بِرَأْيِكُمْ = أَمِثْلَ الْيَهُوْدِ أُحَقَّرُ
إِنِّيْ أَقُوْلُهَا جَهْرَةً = مَا ضَرَّنِيْ مَنْ يُنْكِرُ
الْحُبُّ لَيْسَ جَرِيْمَةً = وَبِحُبِّ حَيْدَرِ أَفْخَرُ
حُبُّ الْوَصِيِّ جَرِيْمَتِيْ = وَعَلَى الْمَحَبَّةِ أَصْبِرُ