الـعـمر يـمـضي والـزمـان يـشـيب والـمرء مـهما عـاش سـوف
يغيب
يــا سـعـد أيــام تـمر عـلى
الـفتى وقـــد الـتـقـى خــل بـهـا وحـبـيب
يـــا ســوءة الأيــام فــي
تـاريـخها يـوم الـطفوف على الزمان
رهيب
يـوم الـحسين بـكربلا وقـد
اغـتدى بــيـن الــعـدى لا نـاصـر
ومـجـيب
حـاطوا بـه مـثل الوحوش
كواسرا والـحـقـد يــمـلأ أعـيـنـا
ويــشـوب
هــــذا رمــــاه وبـالـنـبال
تـصـيـبه ذاكـــم بـأطـراف الـرمـاح
يـجـيب
حــتـى هــوى بـالـبارقات
مـبـضعا والـخـد مـنـه فــي الـصعيد
تـريب
واتـتـه زيـنـب وهــي تـشهد
عـزها فـراتـه مــن كـثـر الـجـراح
يـذوب
ذرفــت بــدع عـيـنها مــن
حـرقـة وعـرى الـفؤاد مـن الأسـاة
وجيب
فـهـوت عـلـيه تـضـمه فــي
لـهفة والـسوط مـن ذاك الـلعين
يـجوب
شـقت عـلى ذاك الـحبيب
خمارها وحـيـاتـهـا مــــن بــعـده
تـعـذيـب
يــا نـكـبة حـلـت بــآل
الـمصطفى كــادت لـهـا صــم الـجـبال
تـذوب
مــا راقـبـوا قــرب الـرسول
وآلـه ومــضـت أمــيـة ظـلـمها
تـرهـيب
مــا ضـر لـو إن الـحشود تـراجعت عــن غـيـها يــوم الـطفوف تـؤوب
لـكـنـما حــقـد الـنـفـوس
مـعـمـيا أبـصـارهـم مــا لـلـصواب
نـصـيب
يــا وقـعـة مــا مـثـلها قـد
أحـدثت مـــن بـعـدهـا الأيـــام
والـتـغـريب
أبكت عيون المسلمين على المدى والـدمـع مــن أجـفـانها
مـسـكوب
جــددت أحـزانـي عـلى آل
الـهدى مـــن بـعـدهـم ان الـفـؤاد
كـئـيب
وهـجـرت نـومي مـن فـراق
أحـبة إن الـفـراق عـلى الـحبيب
صـعيب
أرنــو إلـى شـط الـفرات
بـحسرة وضـجـيج قـلـبي لـوعـة
وخـطـوب
فـغدوت مـن ألم الجوى في
زفرة حـتـى عـرانـي بـالـوجوم
شـحوب
أمـسـيت فـي دار الـحسين
بـكربة أمــسـي وأحـزانـي عـلـي
رقـيـب
والـنـفس تـاقـت إن تـلـوذ
بـقـبره عــل الـجراح مـن الـجراح
تـطيب
كــيـف الـسـلوّ بـقـلب أي
مـؤمـن فــي حـبـهم أفـنى الـزمان
نـحيب
يـــا قــاتـل الله الـنـفـاق
لـعـصـبة الـــغــدر مــنـهـا ظــاهــر
ودؤوب
جـارت عـلى أهـل العفاف
تذيقهم مــــر الأســـى وأذاقــهـم
تـأنـيـب
حــلـت بـــدار الـمـسـلمين
رزيــة الــعــز مــنـهـا والــوفـا
مـنـكـوب
مـن بـعدهم عـصف الـزمان
بأهلها والــى غــراب الـبـين صـاح
نـعيب
لازلـت يـا ذكـرى الـحسين
فـجيعة لـك فـي الـقلوب الـمؤمنين
لهيب
سـجـلت مـلحمة الأمـاجد
سـرمدا تـبـقى عـلـى مــر الـزمان
تـجوب
خـلدت ذكـرى الـسابقين
بـفضلهم كـالـنجم يـزهـو لـيس فـيه
مـغيب
ومـآثـر مـثـل الـشـموس
مـضـيئة وجـسـومهم تـحـت الـتراب
تـغيب
والـخـلـد فـيـها لا يـبـاع
ويـشـترى بــسـوى الـجـهـاد فـانـه
مـطـلوب
وقـصيدتي الـمزجاة نـظمي
فـيهم يُـرجـى بـهـا يــوم الـمـعاد
نـصيب