شعراء أهل البيت عليهم السلام - في شجاعة أبي الفضل العباس

عــــدد الأبـيـات
20
عدد المشاهدات
2105
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/02/2010
وقـــت الإضــافــة
12:09 صباحاً

آهُ يا ليلٌ يمُجُّ القلبَ فيه ألمُ=و تُهيجُ النفسَ بالأحزانِ فيهِ حِمَمُ غيرَ أنَّ الحُزنَ مازالَ ندياً عنده=فغَداً بحرُ البَلا عند الضحى يلتطمُ لم يحُنْ بعدُ نياحٌ في الخِبا من ظمأٍ=و العِدى حولَ بناتِ الوحيِ لم يزدحموا هذه الليلةُ ترجو زينبٌ في ألمٍ=لو يطولُ الليلُ و الإصباحُ لا يقتحِمُ و هنا العباسُ و الغيرةُ تعلو بأسَهُ=أوَهَلْ يغفو؟ معاذَ الله أينَ الشِّيَمُ؟ بطلٌ تشهدُ أرضُ الحربِ فيها أنّهُ=يجعلُ القومَ رِقاعاً و قناهُ القلَمُ فإذا اختالَ العِدى بالنّقْعِ في أرضِ الوغى=جعلَ النّقعَ على أشلائِهمْ يرتَكِمُ و لهُ يومٌ كيومِ الحشرِ بالطفِّ غدا=يُزهِقُ الأرواحَ و السيفُ عليهمْ يحطِمُ رابطُ الجأشِ عظيمُ البأسِ خوّاضُ الوغى=مالكُ الهيجاءِ, لا يُثنيهِ مَنْ يحتَدِمُ سيفُهُ ما كانَ قبلَ الحربِ مشحوذاً لها=فبِها الهاماتُ أوْفَتْ شحذُهُ لو علموا زلزلَ الهيجاءَ صولاً فلَظَتْ لمّا مضى=كسعيرِ النارِ في أشلائهمْ تلتَهِمُ سابحٌ في لُجَجِ البِيضِ كنوحٍ وهوَ في=هوْلةِ الطوفانِ و الماءُ به يلتطِمُ هو مِنْ طوفانِ نوحٍ في ميادينِ الوغى=يجعلُ القومَ هشيماً حيثُ لا مُعتَصَمُ و شَبَا صارمهُ يلقفُ أرواحُ العدى=مثلما "موسى" عصاهُ التقفتْ ما زعِموا بِأبي مَنْ هدَّهُ خطبُ النِّسا لمّا ثوَتْ=تحتَ حرِّ الشمسِ و الدمعُ جوىً ينسَجِمُ طفِقتْ تجهشُ مِنْ حرِّ الظما في نفَسٍ=مِنهُ تعلو زفرةٌ فيها العَنَا و الألَمُ و رَنَتْ نحوَ اللّوا تطلبُ حمّالَ اللّوا=إذْ هوَ الكافِلُ و الحامي لهمْ و الحرَمُ فبدا كالطودِ بين القومِ بالنهرِ و قد=مُلئَ النهرُ حُشوداً و عليهِ احتدموا فأزالَ القومَ غيظاً و لواهُمْ حنقاً=لكن القومَ استشفّوا و عليه انقسموا و أطاحُوهُ فضيخَ الرأسِ هامٍ دمُّهُ=فغدا كالبدرِ بالماءِ بدا ينهشِمُ
Testing