اعتاد المسلمون على مختلف مذاهبهم سنية وشيعية على احترام عظمائهم وأولياء الله سواء كانوا بين ظهرانيهم أو كانت أجسادهم تحت اللحود ، لأن الأرواح – ولا شك – باقية لا تفنى ولا تغيب . ولكن عندما ظهرت بعض المذاهب الحديثة دعت إلى عدم هذا الاحترام بدعوى الخوف من الوقوع في الغلو الذي يتحول بدوره إلى عبادة من دون الله كما يقول أتباع هذه المذاهب ، ولكن الواقع أن زيارة قبور الأولياء واحترامها والبناء عليها هو مما أمر به الشرع واعتاد عليه الصحابة منذ فجر الإسلام ، فيذكر التاريخ أن أول من بنى على قبر رسول الله هو الخليفة عمر ابن الخطاب ، كما أن هذا الأخير عندما فتح بلاد الشام وفارس لم ينقل التاريخ أنه هدم قبور الأنبياء التي كانت معروفة في تلك البلاد ولا يزال مبنيا عليه وتُعَظَّم حتى الآن . ولكن ما يريده الاستعمار صانع المذاهب الدخيلة على الإسلام هو أن نبتعد عن أولياء الله وعظماء التاريخ ليخلو له الجو في اللعب والعبث بمقدرات المسلمين . أسأل الله أن يعجّل في فرج أمة محمد بخروج آخر سرج الظلمة ( عجل الله فرجه ) .