عيد ُ الغديرِ تدفقْ جَدولاً فينا = وندِّ أرواحَنا الظمأى وروّينا
عيدُ الغديرِ وعطّر كلَ لازمةٍ = من الولاءِ بنشر ٍ منك يُحينا
عيد الغدير وجددْ للهدى ِقيَماً = باتت مجففة فيها معانينا
وهزّ وجداننا المشحون ِ أمنية =من بعد أن ُلَبِسَتْ أغصانُها اللّينا
وطبّق الكونَ ألحانا فقد سَئِمتْ = أوتارنا الصمتَ جاثٍ في نوادينا
في كل ِعام يعيدُ العيدُ فرحته =وهذي ذكراهُ رَذاذ ٌ منهَا يكفينَا
قد ساقكَ الله لطفا من عِنايتِهِ = فصرْتَ كالنورِ في وَجْهِ الموالينا
وبهجة ٌ فيك مذ ُنودي العباد لها = لما علا منبرٌ يدعو الملبينا
اليومُ قد أُكملتْ للدين شرعته = واليوم ربُّ العلا قد تمَّمَ الدينا
اليوم قد غردت للحق صولته = وغرّدَ الوحيُ في الآفاق مفتونا
واليوم حيدرة ٌ الأكوان ُ إمرته = فرض الولاء فقال: الكلُّ آمينا
هذا علي الذي بالبيت سجدته = قبل النداء إمامٌ للمصلينا
هذا علي فصيلُ الحق يتبعه = قداً بقدٍ على اثر النبيينا
هذا علي فداء الدين تعرفه = كلُ الملائكِ من باهى الملايينا
هذا علي سلامُ الله فكرته = كأنما الفجر أضحى فيه مشحونا
أخ النبي وكفو النور كوثره= قد توّج النورَ أكفاءً ميامينا
فالدين ليس له إلا أبا حسن = يدك ُهُضْبَ العدى بل يسقها الهونا
حتى أتت لا فتى للحق منزلة =ولا سوى حيدر سيف النبيينا
إذ ذبّ عن احمدٍ كفَّ الكروب فهل= من بعده فارس ٌ يردي المعادينا
وصيُّ احمدَ أزكى الناس ِ قاطبة ً= فليس يحتاج إيضاحا وتبيينا
تاج الإمامة فرض الربٍ إمرته = صار الكتاب بهذا الأمرِ مقرونا
أخ الرسول أبا السبطين حيدرة =زوج البتول به تشدو أغانينا
هذا ندائي بيوم العيد اجمعه = علّي أعود بهذا الحرف نسرينا
سجلت باسمك آمالي تشرفها = فهاك أرواحنا الحبلى وأيْدينا
فاْلق ِ الهداية َ في أعماق ِ حاضِرنا = عيدُ الغدير ِ كما عودتَ ماضينا
لو قلدتك يدُ الإنصاف جوهرها = لقدتنا يدَ الأنصاف تحمينا
فشعَّ في أفقنا الداجي فان لنا = من وهْجِ ذكراكَ عزٌ في تلاقينا
وفجِّرِ الحقَ فالأجيالُ ما فتِئت = تنحوك نهجا من العلياء مأمونا
عيد الغدير وكم يصغي لحكمته = نهرُ المودةِ عن أيْدي المُعادينا!!
قدْ ُمزقتْ همسة ٌ بالأمس ِ تجمعنا = وُكفّرَ الودُّ في قلبِ المُصلينا
وشقَّ أسماعَنا المغبونُ تفرقة ً = قامت بظلم ٍ تبيدُ العلمَ والدينا
وقد سعينا فخابَ السعي في جدثٍ = قد قدّمَ الِكرهَ شيطاناً ليغوينا
عيد الغدير ويا سرا بمحفلنا = أطيافك الغرُّ في قلب الموالينا
فَمَلِّ أرواحنا نوراً فقد يَبَست = ُعروقها ومنك العشق يحيينا
مَاتَ الرجَاءُ من الآمال فانسكبي = يا دفقة النور إيمانا وغنينا
فذي المعادين ترمينا بغائِضُها = مذ أصبحت وهي بالأحقاد ترمينا
رغمَ العصور ِ التي مرّت تعودُ بها = على المَخاصِم ِ بالأقذاء تكوينا
لمْ يعلمُوا أنها حقٌ عقيدَتنا =من الإمامة نصٌ جلَّ تدوينا
يا منبرَ الوحيّ حَدثهُمْ بما اتّضَحَتْ = من الكتاب أصواتُ المنادينا
أم انّهُ التيْه, شتانٌ سيجمعنا = قلبٌ من العنْدِ قد ُيغري السلاطينا
أم انه الفقر في الأفكْار شتّ بكم = نحوَ الصَلافَة إذْ تدعوا المساكينا
قد ضلّلتكُمْ أبَاطِيلٌ فلا عَجبٌ = تقودُ فِيكُم مَعَ البغْضَاءِ سِكّينا
هَذا مَعِينٌ من الآلا نلوذُ بِه = بهِ اعْتصَامُ بحَبْلِ اللهِ مقرُونَا
الدينُ قد صَاغَه تبيانَ حِجتِهِ = إذ حدّث الوَحيُّ محمودَ الرجَا فينا
هذا عليُ إمامُ الحق ِ نتبَعُه = حَقّ الإلهِ كمَا قد شاءَ يُولِينا
هذا عليٌ كمَا القرآن نقْرَأه = إمامُ حق ٍ حقيقٌ في معانينا
لو أنّ للدينِ نوراً في جَوانِبِه = كَانَ الغَديرُ فِجَاجَ النورِ والدَينَا