إياك .. إياك .. يا جُرحي ويا ألمي = أعني إذا اهتز من فرط الأسى قلمي
وأنت أنشودتي الحيرى أرددها = ماطال بعدك في قيد الضنى سأمي
وأنت سرٌّ عظيم ٌ لا أبوح به = إلا إذا انداح في مسرى دماك دمي !
***
هم يسألون أبا الأحرار عن وتر ٍ = مازلت ُ أغرف من أشجانه نغمي
هم يسألون عن الآه التي انفلتت = رغم التعسف والأحقاد والتهم
هم يسألون عن الآه التي نسفت = كل الحواجز والأستار واللجُم
هم يسألون ولكن الجواب أبى = إلا انتظارك بين الماء والخيم
هناك في عرصة الطف التي خُلقت = تروي الأحاديث عن تيارك العرم
***
يا أيها الكوكب المنقض من( إضم ٍ) = ما ذا أهاجك يا مولاي عن إضم ؟
فثرت في عنفوان الفتح تحتضن = الإيمان من كيد مشبوه ٍ و منتقم
وفي خطاك الأضاحي الظامئون إلى = ورد الفداء بكل الشوق والنهم
تفجّرونَ من اليأس العقيم صُوىً = للنور ينهل منها كل مقتحم
***
بالله يا هضبات الطف كيف غفى = على ثراك صليلُ المجد والشمم ؟
وكيف أيقظ في أرواحنا جبلا = من الثبات وطوفانا من الهمم ؟
وكيف أزهرتِ الدنيا برمتها = بما تدفق من قلب ٍ هناك ظمي
وكيف كيف ؟ سؤالات ٍ نرددها = ولا نمل ولا ندري عن السأم
ففي تباشيرك الأولى و زهوتها = يطفو السؤال على إشراق مبتسم
ويوم توديعك الدامي يضج بنا = جرح السؤال بدمع ٍ فيك منسجم
وفي جميع تفاصيل انطلاقتنا = إلى نداك سؤال ٌ نازف القدم
***
هانحن يابن علي ٍّ ما نزال كما = شاء الوفاء وشاءت أقدس القيم
موليهن وندري أن منهجنا = إلى رضاك حقولُ الشوك والضّرَم
فرحبت ببريق السيف أعينُنا = وقبّلته بجرح ٍ غير ملتئم
نمضي و تمتمة الإشفاق ما هدأت = على الذين أطاعوا موجة الصمم
وخدرتهم شعارات ٌ يروجها = سماسر ُ الحقد من عبّادة الصنم
وهل يكون بنو الإنسان إن حُجِبَتْ = عقولهم غير قطعان ٍ من الغنم ؟
لو أنهم حطموا كأس العناد على = رأس النديم الذي عن مشرقيك عمي
وطهروا من حُميّاها بصائرهم = ومزقوا عن مآقيهم دُجى الغُمَم
سيعرفونك زلزالا بأوردة = التاريخ تنفخ فيها رعشة الحُلم
***
وسوف نبقى على العهد القديم إلى = يوم اللقاء بكم يا أشرف النسَم
في ظلّ عرش ٍ تشظى عن حقيقتكم = وآدم ٌ غارق ٌ في لجّة العدم